مراجعة Watch Dogs

اسرار و أكاذيب تسبح في فضاء من البيانات كلها ملكي الآن !

استهلت واتش دوجز أولي مهامها بهذه العبارة التي تعبر عن محتوي لعبتنا و ما يفعله بطلها ايدن بيرس من القرصنة و الاستيلاء علي بيانات الغير, و التي استطاع ان يصل لها عن طريق اختراق نظام يدعي ctOS قامت بإنشائه مدينة شيكاغو يستطيع رؤية و معرفة كل شيء و التحكم بكل مرافق المدينة, فمن خلاله تصبح مالك المدينة بسكانها و اسرارها و كنوزها, مما ادي لظهور مدينة شيكاغو في اللعبة بشكل مختلف ! 

فظهرت مليئة بالمجرمين و المنحرفين المتسترين بقناع الحضارة كطبقة زائفة تخفي الشرور بداخلهم, قدرات ايدن بيرس و هاتفه كشفت لنا الوجه الخفي لسكان المدينة من بشاعة الخصال و سوء الصفات, فمنهم الخائن لزوجته و المتآمر علي شركته و المبتز للأخرين و المدمن و اللص و غيرها من الصفات الإجرامية, فقدرات ايدن بالقرصنة و تحكمه بنظام ctOS اظهرت الناس عراة بدون اخلاق او قيم, وحوش بشعة; لكن هل هذا حال مدينة شيكاغو فقط ام هذا حال كل المدن اذا استطعت ان تطلع علي اسرار الناس الخاصة ؟!.

الخصوصية مجرد وهم يطمئن الناس !

الخصوصية في عالمنا الحالي هي اسطورة و ضرب من الخيال, فلا مكان لها بعالم التقنيات الرقمية و السموات المفتوحة, اسرارك كلها مكشوفة و معروفة هذه الرسالة التي ارادت ان توصلها لنا اللعبة, و من سخرية القدر ان اللعبة نفسها تم قرصنتها قبل أيام من صدورها و تم تسريبها ربما يزيد هذا من مصداقية محتواها !






التفاصيل السابقة عن قدرات ايدن تجعلنا نستنتج ان اقوي سلاح باللعبة هو المعلومات و هي ميزة ايدن الرئيسية وسبب تفوقه علي خصومة , لكن واتش دوجز لعبة عالم مفتوح و هذه النوعية من الألعاب تعتمد بشكل كبير علي القتالات الصاخبة و الفوضى فهل تغير السلاح المحوري في اللعبة اثر عليها و جعلها تميل اكثر لألعاب التخفي و الجاسوسية التي تعتمد علي جمع المعلومات ؟
لحسن الحظ مطورو اللعبة تفادوا ذلك عن طريق تطوير أسلوب المعارك و جعلك تختار الطريقة الأفضل لك فيمكنك القتال الصاخب و ان تقلب المهمة لحرب طاحنة او تستطيع التسلل و التخفي و تجاوز خصومك او تستخدم مزيج بين الاثنين عن طريق استخدام الأسلحة الكاتمة للصوت و القضاء علي الخصوم بمفاجأتهم من الخلف , فلك الحرية التامة في اختيار الأسلوب الذي تفضله و هو شيء رائع و يضفي الكثير من الإثارة للعبة و يجعلها اكثر حيوية بعيدا عن التكرار أو الملل.

يمكنك استخدام كل ما يحيط بك لتحول حياة خصومك لجحيم ! فتستطيع عن طريق اختراق الكاميرات استكشاف المكان و رؤية كل زاوية به بدون ان تتحرك من مكانك, كما يمكنك تفجير الدوائر الكهربائية و صمامات المياه او تنشيط القنابل التي يحملها الجنود عن بعد لتنفجر بهم او تعطيل اتصالاتهم و تشتيت انتباههم بتشغيل الأجهزة المجاورة لهم لتهاجمهم من الخلف كل هذا بضغطة زر واحدة شكرا CtOS !

استخدام كل ما يحيط بك لتحول حياة خصومك لجحيم

لكن بنفس الوقت اللعبة لم تجعل خصومك مجرد اهداف تتخلص منها لتكمل مهمتك, بل تعرض لك بيانات و تفاصيل حياتهم كأفراد طبيعيين ازواج او اباء او مرضي مرتبطون بأشخاص آخرين و لهم حياتهم الخاصة, مما يجعلك تشعر بتأنيب ضمير عند قتلهم , تفاصيل كهذه قد تنغص عليك الاستمتاع بالقضاء عليهم, شكرا مره اخرى CtOS !
في احدي المهام قمت بتفجير دائرة كهربائية بجوار حارس فطار المسكين صارخا من الألم بعدها اكتشفت انه متزوج حديثا ! لم تتساقط دموعي و اتحطم نفسيا فاعتقد اني قد قدمت له خدمة العمر وأرحته من إزعاج زوجته و طلباتها المستقبلية.

تستطيع ايضا ان تخترق الإعلانات و اللافتات الضخمة بالطرق و عرض بعض الجمل بها مثل "I can has cheezburger" او اختراق ماكينات الفشار و الكولا او استراق السمع لمن حولك لتجد احدهم يتشاجر مع زوجته او احدهم يتفق مع فتاة ليل علي قضاء ليلة ساخنة و غيرها من تفاصيل الكثيرة التي تشعرك بحيوية عالم اللعبة .

قصة اللعبة ليست بالحبكة الكافية, فتشعر انه لا يوجد دافع حقيقي لايدن ليكمل انتقامه و سعيه الدؤوب لإيجاد من تسبب في مقتل ابنة اخته الصغيرة, لاسيما بعد وعده لأخته أن يتوقف عن ذلك تماما حتي لا يؤذي باقي العائلة و لكنه يكمل طريقة و يتسبب في مقتل العشرات و آذية عائلته ربما طبيعة تعايشه بالعالم السفلي فرضت عليه ذلك و أن يكمل الطريق للآخر بعض النظر عن الخسائر و سقوط قتلي فقط ليعرف المتسبب في مقتل طفلة!.

كمعظم العاب العالم المفتوح لم تخلي واتش دوجز من المهام الجانبية كإنقاذ اشخاص قد يتم الاحتيال عليهم او ابتزازهم او إيقاف تجار سلاح او أعضاء بشرية الي آخره من تلك المهام, لكن هذا خلق نوع من التناقض باللعبة, فهل ايدن مخترق سارق لأسرار الناس و نقودهم يلهو بمرافق المدينة ليشبع رغباته و هدفه في الانتقام ام انه حارس للعدالة و حاميها الخفي الذي يوقف الجريمة قبل حدوثها ؟!
كما احتوت اللعبة علي اطوار طريفة كمقاتلة الفضائيين اوالتحول كماريو و تقوم بجمع الذهب من فوق الصناديق او التحكم بعنكبوت آلي ضخم و مهاجمة المدينة بدون سبيل لإيقافك, كما تستطيع لعب الشطرنج او البوكر كما يمكنك من تغيير ملابسك و شراء الأسلحة و تطوير قدراتك و مهاراتك عن طريق تطبيقات علي هاتفك الجوال و ايضا شراء زجاجات المياه من أكشاك المجلات و غيرها ...فمطورو اللعبة اهتموا بتفاصيل العاب العالم المفتوح و حرصوا علي تضمينها باللعبة و علي التنويع الكبير بها لتقضي أطول وقت ممكن في أروقتها .

اكثر ما اعجبني الدمج بين طور القصة و الاونلاين باللعبة , فيستطيع لاعب آخر ان يغزو عالمك و يخترقك اثناء اللعب ففي أي لحظة انت معرض لسرقة بياناتك فهناك دائما من يتربص بك و عندما يحاول ذلك يمكنك الهرب منه او إطلاق النار عليه او محاولة عمل اختراق مضاد له, ربما الخاصية بها بعض الإزعاج لكن تجعلك متأهب طوال الوقت .
اللعب الجماعي باللعبة يحتوي علي عديد من الأطوار كفك التشفير او المعارك المفتوحة او تحدي لاعبين في سباقات السيارات لكنه ليس ممتع بشكل كافي لتقضي فيه ساعات طوال فبعد فترة ستشعر بالملل و التكرار به .

• 
• 
• 
• 
• 
• 
• 

الصوتيات لم تكن بالجودة الكافية فأصوات الأسلحة غير حقيقة و كذلك أصوات السيارات و تشعر انها متماثلة لكن كمعظم الألعاب الضخمة إنتاجا الأصوات المحيطة و التمثيل الصوتي كانا قمة في الروعة و معبرين عن طبيعة الموقف .

جودة الرسوم باللعبة جيدة و مهتمة بالتفاصيل و الإضاءة مبهرة لاسيما في البحر و في أوقات المطر و ان كانت هناك بعض المشاكل في الفيزيائية باللعبة كتصادم السيارات مثلا لكن بشكل عام تقنيا اللعبة نجحت بامتياز و ان كانت اقل من مستوي التوقعات و الذي يعزى إلي الدعايات الضخمة و المستمرة من الشركة المنتجة فأري انها أتت بنتيجة عكسية إلي حد ما و جعلت المعظم يتوقعون شيء اسطوري لم يحدث قبل و ان تعمل اللعبة علي اجهزتهم بنفس مستوي عرض E3 و هو مستحيل طبعا ! و يحتاج أجهزة خارقة و هو ما اعتبره البعض تظليل من الشركة خاصة انها وضحت ان العرض من أسلوب اللعب و ليس سينمائي في حين ان اللعبة علي اعلي مستوي علي الحاسب الشخصي لم تصل لمستوي E3 كما موضح بالعرض التالي:

الخلاصة لعبة جيدة رسوما و أسلوب اللعب بها ممتع و يتيح لك خيارات كثيرة, عالمها واسع و شيق مزجت بين أسلوب العاب التخفي مثل splintercell و العاب العالم المفتوح مثل GTA, تعدد الأفكار الجيدة بها وخاصية الاختراق بها ممتعة و أضافت الكثير للعبة, القصة ليست بالقوة الكافية, تناقض في شخصية ايدن, أصوات السيارات و الأسلحة شبة متماثلة طور اللعب الجماعي غير ممتع بشكل كافي وبه بعض المشاكل.