asus

Home PageNav

آخر الأخبار

أخبار

مراجعة Xcom 2

أفضل لعبة ستراتيجية علي الإطلاق؟
لعبة Xcom Enemy unknown ظلت منذ إصدارها عام 2012 وحتي وقتنا الحالي العنوان الأبرز والأجرأ من حيث عدد الأفكار وتشعبها ،وإذا قارنا سلسلة Xcom وما تحاول إرساؤه في عالم الألعاب الاستراتيجية بواحدة من أفضل الألعاب من النوع نفسه ،وهي "Rome Total War" ، سنجد أن الأخيرة تفتقر للعمق الذي وفرته xcom بجزئيها ،ومع الجزء الثاني الذي صدر في فبراير الماضي علي الحواسب الشخصية فقط ،وها هي تري النور علي منصات الجيل الحالي المنزلية ، وفي جزأها الثاني فهي تضيف طبقات جديدة لهذا العمق ،وتجعل الألعاب الاستراتيجية تتطلع لتكون مثلها ،ولأن الفرصة لم تتح لنا لمراجعتها علي الحواسب ،فدعونا نتطرق للحديث عن جميع جوانبها مستغلين صدور نسخة المنصات المنزلية للجيل الحالي.
انتهي الجزء الأول تاركاً كوكب الأرض تحت سطوة الغزو الفضائي ، وفي هذا الإصدار تستمر الأحداث ،وتتجه القصة إلي ما هو أعمق من مجرد غزو فضائي ،وهو الخلافات بين مجموعات البشر المقاومة ،ومهمة توحيدهم ،ومحاربة الفضائيين ،والتي يقوم بها بطل اللعبة الذي لا يحمل اسماً بعينه (يحمل لقب Commander) ،بغرض وضع اللاعب مباشرة في أجواء اللعبة.

القصة هي عنصر من العناصر التي لا يمكنك توقع وجودها بشكل محوري في  لعبة ستراتيجية ،ولكن xcom 2 تحاول إرساء مباديء مُغايرة ،فقصة اللعبة علي الرغم من كونها تقليدية إلا أنها تمتلك عدد ليس بقليل من الأفكار المبُتكرة ،أفكار عن الفضائيين و أسباب غزوهم مشابهه لنوعية أفلام الغزو الفضائي الأمريكية ،بالإضافة إلي بعض الأفكار التي ابتدعتها اللعبة ،ولذلك ،إن كنت من محبي أفلام الخيال العلمي ،فعلي الأقل عليك تجربة اللعبة.

أول ما ستلاحظه بعد تقديم القصة واهتمام اللعبة بها ،هو قوة اللعبة من حيث تصميم المهمات ،إذ تأخذك اللعبة لتجربة هادئة ، ثابتة الخطوات ، نحو تفكير استراتيجي عميق ،حيث تجعلك اللعبة تنفذ مهمات علي الأرض ،وتقوم بتطوير قاعدتك الحربية ،والتي تتيح لك تصنيع الأسلحة والتحكم في الجنو وقدراتهم ، أو فرض السيطرة علي مناطق بعيدة في انحاء العالم ،والتي تعود عليك بالنفع في حربك الأساسية ،وبهذا التقسيم علي أكثر من جبهة ،ستجد نفسك منخرطاً في اللعب لفترات طويلة.

هذه الجبهات المختلفة التي تضعك اللعبة أمامها تشعرك بعمق وصعوبة عملية إدارة الحرب ضد الفضائيين ،وهو الشيء الذي يعطي للعبة هوية خاصة تفتقدها جميع الألعاب الاستراتيجية بسبب تركيزها علي اندماج اللاعب في ساحات المعارك ،وليس الحرب ككل ،فالحرب بطبيعتها تمتلك جوانب عديدة ،وقد تكون Rome Total war وألعاب Total war بشكل عام قدمت جوانب سياسية جيدة لكسر أحادية تلك الألعاب ،مثل عقد المعاهدات ،والصفقات التجارية ،ولكن ما فعلته Xcom يعد بمثابة خلق حرب شبه واقعية ، فتحديات تطوير الأسلحة باستخدام البحث العلمي أثناء الحرب تجبرك في الكثير من الأحيان بدفع كامل عتادك في سبيل الحصول علي موارد محددة ، أو القيام بمهمة للحصول علي أسلحة وأدوات جديدة تحتاجها لإنجاز مهمة ستجعلك متقدماً بشكل ملحوظ ،وفي خضم ازدحام جدول مواعيدك بين المعارك علي الأرض التي سنتطرق لها فيما بعد ،وتطوير أسلحتك وعتادك ، سيكون عليك أن تظهر الأهمية المًلحة لتطوير قدرات الجنود نفسهم ،والتي تنفرد بذاتها في امتلاك جوانب مُبتكرة كثيرة ، أولها هو أن لكل جندي هويته الخاصة ، تطويره يكون مستقلاً ،وكذلك قدراته ،وبهذه الإضافة التي لم تكن متوفرة بالجزء الأول ،يصبح التنوع في قدرات الجنود خياراً متوفراً بشكل ممتاز ،ليتيح لك إمكانية اختيار الجندي المناسب للمهمة المناسبة ،فمثلاً ،بعض الجنود يملكون القدرة علي الاختفاء ،بمساعدة تكنولوجيا فضائية يمكنك السعي لامتلاكها ضمن مهمات اللعبة ،وعند امتلاك هذه القدرة ،ستجد أن في بعض المهمات يتواجد الأعداء بتوزيع يجعل أمر المواجهة المباشرة صعباً نوعاً ما ،ولذلك سيكون عليك الارتجال ،وأحد تلك الطرق المتوفرة هي استخدام قدرة القنص لدي الجنود ،والتي يمكنك تطويرها لتصبح هي قوة الارتكاز لجندي من جيشك ، أو استخدام قدرة الاختفاء ،وبالتالي امتلاك القدرة علي التقدم بدون إحداث معارك علي مستويً واسع علي الخريطة.
علي مستوي الحرب علي الأرض ،والذي من المفترض أن يكون سهلاً ، فإن اللعبة لا تعطيك تلك الرفاهية ،فأنا لطالما اعتقدت أن نظام المكافآت ،والعقاب في الألعاب الاستراتيجية يحتاج إلي تحسين ،وإبداع علي حد سواء ،وهنا فإن الوضع قد تم دفعه إلي أفق جديدة ،فخلال معارك Xcom 2 ،ولأن لكل جندي تملكه هويته المستقلة ،عند فقدان أي جندي ،تكون قد فقدت معه كل التطويرات التي حصل عليها ،والأسلحة التي يستخدمها ،مما يلزمك بالحذر أثناء اللعب ،أي أن لحظات التهور التي تأتي نتيجة للملل قد تكلفك كثيراً !
تأخذك اللعبة لتجربة هادئة ، ثابتة الخطوات ، نحو تفكير تخطيطي عميق 
خرائط اللعبة تستخدم تكنولوجيا التوليد العشوائيprocedural generation" المستخدمة مؤخراً في ألعاب مثل Grow Up و No man's sky ،ولكنها علي عكس هاتين اللعبتين ، توفر خرائط رائعة علي الصعيدين المظهري ،والتصميمي (Level design) ،مقدمةً خرائط مُباغته ،ومع الذكاء الاصطناعي المرتفع للأعداء ،يصبح الحذر وحيداً غير كافٍ لمواجهة ما أسميه انا "دفاع الذكاء الاصطناعي عن نفسه" ،بل يتطلب الأمر دراسة قدرات جنودك علي الأرض ومحاولة اكتساب وعي بالخريطة عن طريق التفكير في الحركة المقبلة ،ودراسة الاحتمالات.
هناك أيضاً بعض المهمات التي تطلب منك اللعبة إنهائها في وقت محدد ،وهو الشيء الذي سيثير غضب نوعية من اللاعبين ،ولكن الطريقة التي تم تناوله بها في مهمات اللعبة تجعله في رأيي أحد إيجابياتها ، إذ تُصدر اللعبة للاعبين شعور بأن العالم علي المحك ،وأن بناءاً علي الاوليات ستكون العواقب ،وبالتالي فإن منطقية عدم الشعور بالنصر الصافي ،أو الخسارة الكاملة ،تماماً كالشطرنج يُعطي شعوراً بالرضي ،فهنا أنت تخضع لموازين وقوانين الحرب الواقعية ، قد تفقد بعض النفوذ في مجال ما ،وتعوض ذلك بمكسب علي جبهة أخري!

يقوم الفضائيون خلال أحداث اللعبة  باستهلال مشروع تحت اسم "The Avatar Project" وهو مشروع يهدف لخراب الأرض ، ويكون عليك محاولة إيقاف ، أو عرقلة خطوات هذا المشروع ،عن طريق القيام بمهمات في أماكن مختلفة ،متفاوتة الصعوبة ،وهو الشيء الذي يعطيي شعور أن هنالك الكثير من الأشياء علي المحك.

تطوير الجنود يمتلك عيوبه الخاصة ،فهو يعطيك خيارات كثيرة لن تشعر بالاحتياج إليها ،بغرض التنويع ،ولكن يمكني القول بإرياحية أن المطور قد وقع في فخ الضحالة في بعض جوانب التطوير ،فاللعبة تعطيك قدرة تغيير أصوات ،ووجوه ،وملابس الجنود وألوانها ! وهو الشيء الذي يبدو غير منطقياً عندما تجده وسط زحام تطوير القاعدة العسكرية الخاصة بك "The Avenger" و إنشاء معقل البحوث العلمية ،والمعامل الخاصة بك! ولكن علي كلٍ فإن وجود شيء مثل هذا لم يضر بالتجربة علي الإطلاق ،ولكن الأمر هو أن تلك الفرصة كان من الممكن أن تُستغل لإتاحة الفرصة للاعبين بإنشاء جنود بقدرات  مشتركة من جميع الفئات.
تصدر اللعبة للاعبين شعور بأن العالم علي المحك ،وأن بناءاً علي الاوليات ستكون العواقب
تطوير القاعدة ، وإنشاء معسكرات تدريب الجنود يندرج تحت مُسمي الجبهات الأخري- التي لا تتضمن معارك مباشرة- وهي تمثل تعميق اللعبة لمفهوم الحرب ،ولقد أعجبني كثيراً كون اللعبة حاولت جعل اللاعب يتولي الكثير من الأمور في آن واحد ،وتوجبه بالحذر من عدة مخاطر علي عدة أصعده ،تماماً كلعبة الشطرنج ،لأن هذا هو جوهر الألعاب الاستراتيجية ،وقد دعمت اللعبة هذا التوتر الذي تزرعه في نفوس اللاعبين بحقيقة كون اللعبة لا تنتهي بعد فشلك في مهمة واحدة.

الذكاء الإصطناعي للأعداء هو أحد أفضل الأشياء في اللعبة ،فعلي الرغم من تشابه أساس جميع المهمات تقريباً إلا أن تنوع فئات الأعداء الذين ستقابلهم ،مع طبيعة الأسلحة المستخدمة في المهمة ،مع عدة عناصر أخري تضيف روح الاختلاف في كل مهمة ،وعلي رغم من وجود اعداء من الجزء الأول ، إلا أن المطور لم يترك هذا الشيء يبعث بالملل ،فحتي هؤلاء أصبحت لديهم قدرات جديدة.

تقدم اللعبة مستويً رسومياً ممتازاً مقارنة بأمثالها ،وخاصة خلال المقاطع السنمائية ،وهو الشيء الذي يُظهر مدي اهتمام المطور بجعل اللعبة تبدو أكثر من كونها مجرد لعبة ستراتيجية ،وعلي الرغم من تضمن القصة بعض اللأحداث "الكليشية-التقليدية" في أساسها،إلا أن أفكارها الفرعية هي أفكار أصلية تُحسب للمطور وحده ،تم تقديمها بأسلوب أفلام الخيال العلمي الأمريكية الشيقة ،وعلي مستوي الرسوميات فإن اللعبة تبدو "جيدة" فقط خارج المقاطع السينيمائية ،وتقدم مستوي متوسط من الانفجارات والإضاءة الناتجة عنها ،ولكنها علي الصعيد الآخر تقدم محاكاة تدميرية ممتازة للمباني والشوارع والسيارات نتيجة للحرب والقوة التدميرية لكل  سلاح التي تختلف عن الآخر
أصوات اللعبة رائعة ،في كل الشيء في الواقع ،الأداء الصوتي للممثلين ،وأصوات البيئة ،من انفجارات ،وأصوات الطلقات ،وأصوات التدمير من حولك ،إنها حقاً رائعة ،وتستحق الثناء.

نقل اللعبة من الحاسب كان سلسلاً علي صعيد التحكم باستخدام أذرع التحكم ،ولكنه لم يحل المشاكل التي كانت تواجه نسخة الحاسب ،وهي الكاميرا التي يواجه اللاعبون بعض الصعوبات في التحكم بها في مساحات ضيقة ،أو أثناء استخدام بعض الأسلحة مثل الGrenade launcher ،بالإضافة إلي العيوب التقنية مثل وصول هجمات الأعداء إليك رغم احتمائك خلف ساتر ما ،ولكن هذه الأِشياء لا تحدث بكثافة تجعلها تفسد التجربة.

كلمة أخيرة

في أربعة أعوام استطاع المطور إعادة ما حدث مع الجزء الأول من لعبته الناجحة ،وهو إبهار اللاعبين بالجزء الثاني ،بما فيه من ابداعات تتساوي مع حجم طموح وإبداع الجزء الأول في وقته ،وهو ما يفشل الكثير من المطورين في فعله ،فعادةً عند نجاح الجزء الأول من سلسلة ألعاب تبقي الأجزاء التالية علي الخطي نفسه لسنوات عديدة مع تغييرات طفيفة ،ولأن لعبتنا اليوم Xcom 2 لم تفعل ذلك ،فإنها وبلا شك لعبة تحترم عقول محبيها ،لذلك يُنصح بتجربتها إذا كنت من محبي التحدي !

في النهاية ، إن تحويل دفة الحرب لصالحك فن من الفنون التي بلورتها لعبة Xcom في جزئها الثاني ،بجميع تعقيداتها ،وطبقاتها الأصيلة التي تعود بنا إلي قلب وصميم فكرة الألعاب الاستراتيجية ،وبذلك أصبحت لعبة تسعي جميع شبيهاتها بأن تكون مثلها ، وهي في أبهي صورها حين تدرك بأن الوقت يداهمك وأن المخاطر تحدق بك ،مُصدرة لجميع لاعبيها شعور فريد من نوعه من الارتباك والتوتر يجعل تجربتها من أروع تجارب المنصات المنزلية في 2016 ،ولكنها علي الجانب الآخر لا تخلو من العيوب حتي بعد أشهر طويلة من إصدارها علي الحواسب.
[full_width]
مراجعة Xcom 2 Reviewed by غير معرف on أكتوبر 05, 2016 Rating: 5
Gamers Field جميع الحقوق محفوظة ©2011-2021
DMCA.com Protection Status

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.