مراجعة Daylight

في الظلام الحالك بعيداً عن البشر في مكان مهجور , لا تدري كيف أتت بك الأقدار إلي هنا ولماذا ؟
 تتسائل في حيرة دون اجابة ! ليتجلي سؤال مرعب هل سأستطيع الصمود و البقاء ؟

تضعك Daylight فهذه الأجواء ببراعة , قد تقول ان الامر مألوفا و مررت بتجربة مشابهة من قبل لكن لا شئ يضاهي تجربة بداية هذه اللعبة فهي اقوي عناصرها , فتبدأ اللعبة بالبطلة "Sarah Gwynn" التي تستيقظ لتجد نفسها في مكان مظلم لا تعرف كيف ولماذا هي هنا! بل ولا تعرف أين هي بالتحديد ومع مرور الوقت تكتشف بأنها في مشفي مهجور مسكون بالأشباح لا تملك سوي هاتف جوال وبعض الأدوات المساعده علي البقاء! إنها بداية رائعة ولكن هل ستسمر علي هذا المنوال للنهاية ؟

لا مزيد من الحديث عن القصة حتي يتسني لك إكتشافها بنفسك و حتي لا افسد عليك احداثها , ولكن هناك بعض اللحظات باللعبة شعرت بأنها لا تحمل قصة مقنعة لتقدمها للاعبين فهناك فترات طويلة منذ بداية اللعبة تقضيها بالتجوال في ممرات مظلمة و متشابهة , لم تعجبني هذه الفكرة علي الاطلاق لكنها و بصحبة عوامل اخري باللعبة لا أراها مزعجة بشكل كبير بعد إنهائها , فهناك احداث تجعلك منتبهاً لكل ما يجري حولك ومتوتراً بعض الشئ ! وهذا ما نحبه جميعاً بشأن ألعاب الرعب , مثل أصوات سقوط او رمي و قذف الاشياء من حولك والصراخ وغلق الأبواب..كل هذا وظف بشكل رائع في Daylight لتجعل لحظاتك الاولي بها رائعة .

جعلت Daylight اللاعبين يشعرون بالوحدة الحقيقة فلا شئ يرشدك بما يجب عليك فعله
وإلي أين تتجه , وهذا يعتبر اسوأ عيب باللعبة من وجهة نظري فتضطر للدوران في دوائر مفرغة لدقائق كثيرة اضافة إلي المشاهد المكرره للأشباح التي لا تقترب منك حتي ! , للحظات عديدة باللعبة كنت غاضباً من عدم وجود "أعداء" بشكل فعلي في البداية لأقاتلهم  . توجد باللعبة بعض الروايات الممتعة عن أحداث فوق العادة حدثت لبعض رواد هذا المشفي هذه الروايات هي عبارة عن "Collectibles" في كل مكان في اللعبة بالإضافة إلي تاريخ هذا المشفي مضمنا في مقالات من صحف مختلفة تتحدث عن حوادث حدثت بالمشفي سابقا وأشخاصاً تغير سلوكهم بشكل غير طبيعي بعد علاجهم بها وما شابه من تلك الأمور.

ملف لحالة مريض من عام 1988 !

لحسن الحظ تمتلك "Sarah" بعض ادوات المساعدة وسط هذا الظلام الدامس فبجانب الهاتف الجوال الذي يعتبر هو الخريطة والمصباح المضئ يوجد ال"Glowsticks" التي تضئ بشكل أكبر وتكشف لك الأماكن التي يجب أن تبحث بها , علي سبيل المثال إذا كان باباً مغلقاً وعليك البحث عن مفتاح ما عليك سوي استخدام تلك الإضاءة "السحرية" والبحث حتي تري الضوء الرمادي الخافت علي أيا من الخزانات أو علب الإسعافات الأولية المترامية بجميع أنحاء اللعبة ...إنه مشفي ! كما توجد أيضا"Flares" التي تبعد عنك الأشباح لكنها غير متوفره بكثرة ولا تمكث كثيراً مما يضعك امام تحدي حقيقي .

الأجواء المحيطة باللعبة (game's atmosphere) رائعة فهي تزج بك بكامل حواسك إلي اللعبة بذكاء شديد من المطورين لكن للاسف الأداء الصوتي للبطلة "Sarah" أراه سيئاً ولا يليق بلعبة تصدر علي الجيل الجديد ! فحيثما تحدثت "نادراً ما يحدث" ستشعر وبشده أن البطل هو شخص هادئ ليس له اي علاقة بعالم اللعبة و ما يحدث بها ! بجانب تكرار العبارات التي تقولها "Sarah" وبشكل عشوائي ففي بعض الأحيان يكون الوضع مستقراً ولا وجود لأي أشباح في الأرجاء وهي تقول "Who's There". وفقاً لتصاريح كاتبه القصة Jessica Chobot بأنها اختارت أن تكون البطلة امرأه حتي يشعر اللاعبون بالخوف والإضطراب والقلق و التي لا يسهل علي الرجال الشعور بها! ولكن Zombie Studios لم توظف تلك النقطة لصالحه فقلما تصرخ "Sarah" أثناء اللعب! بل ويتسم صوتها بهدوء والاصطناع نوعاً ما كما ذكرت , الذكاء الإصطناعي باللعبة يعاني فبمجرد استخدام "Flares" والإبتعاد قليلاً عن العدو ينصرف بدون وضعك أمام تنوع وخطر يهددك بالفعل!

• 
• 
• 
• 
• 
• 
• 

لم أعتقد أن الإضائة الخافتة عامل مؤثر فقد كنت أظنها خدعة لمن يريد جعل البيئة تبدو غامضة! , الرسوم بمحرك Unreal Engine 4 تبدو جيدة ولكنها تفتقر للتفاصيل المثيرة فجميع الأماكن باللعبة بلا استثناء سترها أكثر من مره! كما تطلبت مني اللعبة ساعتان لإنهائها بشكل كامل , كان وقتاً حافلاً باللحظات الجيدة والمرعبة لكن لم يخلو من اللحظات المملة.

احد الاشباح باللعبة

في المجمل "Daylight" تجربة ممتعة للغاية ومليئة باللحظات التي تحبس الأنفاس ولكنها تفتقر للحبكة القصصية المتقنة ، فالقصة لا تقارن أبداً بقصص "Silent Hill" ولكن إن سألتني عن "Daylight" فهي لعبة رعب بلا أدني شك و لكنها لا ترقي لدرجة النصح بلعبها .