هل ماتت صناعة الألعاب اليابانية ؟!
الجميع يعرف بأن اليابان كانت هي الركيزة الأساسية لصناعة ألعاب الفيديو ، بداية من منتصف الثمانينات، وحتي أوائل الألفية الجديدة ، ولكن بشكل عام ولدت ألعاب الفيديو في الولايات المتحدة تحديداً في عام 1972 مع شركة اّتاري (Atari) التي كان مقرها ولاية كاليفورنيا الأمريكية ، ومن هنا كانت البداية الأولي لألعاب الفيديو .... بإطلاق لعبة Pong في الأسواق والتي حازت علي شعبية كبيرة حول العالم ، ولكن بحلول الثمانينات تحديداً في عام 1983 ، حلت كارثة اّتاري والتي تسمي بـ(إنهيار سوق ألعاب الفيديو) والتي سنتحدث عنها في مقال أخر قريباً ، ومن ثم انهار سوق الألعاب في أمريكا ...
إلا أن أصدرت شركة نينتندو اليابانية جهازها الأول باسم nintendo entertainment system ومن هنا ، احتكرت اليابان سوق الألعاب في باقي فترة الثمانينات مروراً بالتسعينات وحتي أوائل الآلفينات ،وأحتلت الصناعة بتحف فنية رائعة خلدها المطور الياباني مثل ألعاب: Mario وFinal Fantasy وZelda وPokémon وPac-Man، ولكن تحديداً في عام 2003 بدأ البساط ينسحب تدريجياً تجاه المطور الغربي مع ألعاب كبيرة صدرت وقتها مثل سلسلة : Grand Theft Auto وHalo وCall of Duty. فعند الإطلاع علي قائمة أفضل 20 لعبة في عام 2014 ، لن تجد أي لعبة يابانية في القائمة ، المرتبة الأعلى التي وصلت إليه لعبة يابانية كانت لعبة Super Smash Bros في المرتبة 28 ..... فما الذي أدي إلي سقوط المطور الياباني من الهاوية؟ ،لا توجد إجابة واحدة بسيطة لذلك السؤال ،ولذلك سنحصر لكم عدة أسباب أدت إلي ركود الصناعة اليابانية خلال العقد الماضي .
•الهواتف الذكية:
لا عجب عندما نري رواد الصناعة اليابانية أمثال نينتندو وسكوير إنيكس يصبون بعض من تركيزهم تجاه سوق الألعاب المحمولة ،بالأخص الهواتف الذكية التي نمت بشكل مرعب خلال الفترة الماضية ،حيث إحتلت بنسبة 60% من إجمالي سوق العاب الفيديو في اليابان ، أي تفوقت بشكل كبير علي الأجهزة المنزلية ، وذلك لقلة التكلفة الأنتاجية الخاصة بها ، وزيادة هوامش الربح التجارية ، علي الرغم من إفتقار الإبداع ، وإنحصار الألعاب بشكل كبير علي الهواتف المحمولة كونها تبيع أكثر من الألعاب المنزلية ،وبرغم من إنها ظاهرة حديثة ، ولكن يمكن أن تثبت في المستقبل القريب أنها قد تكون ضربة أخري لصناعة الألعاب اليابانية. يذكر بأن في عام 2014 وصلت أرباح الألعاب في السوق الياباني إلي 9.6 بليون دولار ، منها 5.8 بليون دولار أرباح من ألعاب الهواتف الذكية .
•تغير الأذواق:
شهدت صناعة الألعاب تحولاً كبيراً من ألعاب عوالم الخيال إلي ألعاب الحرب الواقعية والتي كانت سبباً في تحرك العملاق الياباني خطوة إلي الخلف ، حيث كانت ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول تعتمد علي الواقعية ، علي عكس حال الألعاب اليابانية التي أتخذت نهج الخيال حتي وقتنا هذا . ونوعاً ما بدأ الناس يريدون الواقعية ، وهذا أدي إلي إنغلاق السوق الياباني علي نفسه ،وإعترافه بأنه سوق محلي لايصدر كافه عنوانيه إلي جميع أنحاء العالم كما يفعل الغرب مع ألعابه ... مما أدي إلي إنخفاض شعبية الألعاب اليابانية في الفترة الماضية لإنحصارها علي سوق معين .
•الغرب كان الأفضل في صناعة العناوين لأسواقه:
طوال عام 1990 وبداية عام 2000 كان السوق في حالة تشبع كامل من الإصدارت اليابانية المختلفة ، فعند النظر إلي قائمة الألعاب في عام 2000 ، فإنه من المستحيل أن تري مطور غير ياباني في الأصل . ولكن حان الوقت المناسب وتغيرت قواعد اللعبة ، وشهدت اليابان لأول مرة جهاز منزلي يتم تطويره من غير مصدر يابانيين ، فكان قادماً من عملاق التكنولوجيا حينها " مايكروسوفت" ليجلب معه دعماً هائلاً من مطوري الطرف الثالث خصوصا (المطور الغربي)، والتي لاقت ألعابه إستحساناً كبيراً عند مختلف اللاعبين وذلك للتطور الكبير في الرسومات وقتها بين الألعاب الغربية واليابانية ، حيث إتسمت الألعاب الغربية بالتطور المستمر في الرسومات نتيجة للتكلفة العالية التي كانت تحظي بها الالعاب الغربية ، والتي كانت نقطة فاصلة في دعم تلك الألعاب من قبل اللاعبين عن الألعاب اليابانية التي كانت تتسم بالأركيدية ورسومات الانمي.
•الإصدرات طويلة الأمد:
كما يقولون ، كل شئ جيد يصل إلي نهايته ، ولكن بعض مطوري اليابان لم يحصلوا علي تلك الرسالة بعد ، شركات مثل نينتندو وسكوير انيكس غطوا أرباحهم بسلاسل شهيرة ما زالت ممتدة حتي الأن ، علي سبيل المثال لا الحصر:
ماريو (30 سنة ) - أسطورة زيلدا (25 سنة) - فاينال فانتسي (24 سنة) ..... المبيعات لا تزال قوية ، ولكن من الصعب أن نغفل حول حقيقة أن محبي هؤلاء السلاسل علي مدي الفترات الطويلة، يريدون الأفضل من هذة العناوين ولكن لا أمل !
حيث لم يكن هناك لعبة أخري في سلسلة زيلدا قادرة علي تلبية المعايير والجودة التي أتي بها جزء Ocarina of Time في عام 1998 ،والذي تم إعادة إصدراه خمس مرات ,اخرها كان علي محمول 3DS ، أيضاً العنوان الأخير من لعبة فاينال فانتسي تعرض لإنتقادات عديدة ، وحصل علي تقييم 49 من أصل 100 من قبل منظمة التصنيف "Metacritic"،بالمقارنة مع إصدراي السابع في 1997 والعاشر في 2001 فقد حصلا معاً علي تقييم 92 من أصل 100 ، لا أعلم لماذا تختبئ الشركات اليابانية خلف عباءة تلك الإصدرات الشهيرة ، ولا تقوم بإبتكار عناوين مذهلة من جديد وترفع من مكانة المطور الياباني مرة أخري كالعهد السابق .
ولكن هل تشفع تلك الأسباب لقول أن الألعاب اليابانية قد ماتت وزمنها قد ولي؟... الحقيقة هي لا ،فهناك ألعاب ما زالت تجمع جوانب مبتكرة للصناعة اليابانية مع النمط السائد الذي تحتفظ به الألعاب الغربية ، وحققت نجاحات كبيرة إذا نظرنا إلي كونها لعبة يابانية أبرزهم لعبتي Metal Gear Solid V: The Phantom Pain ولعبة Splatoon حصرية Wii U ، ومع ذلك شهدت السنوات الأخيرة للشركات اليابانية الإنتقال إلي منصات مثل Steam الخاص بالحاسب الشخصي ، والذي فتح باب السوق الغربية للألعاب اليابانية عبر التنزيلات الرقمية ، حيث يأمل المطور الياباني أن تلاقي ألعابه إستحسان اللاعبين مثل باقي الألعاب اليابانية التي صدرت للحاسب وحصدت نجاحات مرضية مثل سلسلة Dark Souls اليابانية والتي تعتبر من أشهر ألعاب الحاسب علي الإطلاق ، وبما أن PC هو المنصة الرئيسية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة ، فإن العمل الإضافي للمطورين قد يضعهم علي مقربة من تلك الأسواق مرة أخري كالأجيال السابقة ،إذا تم الإفراج عن محتويات عالية الجودة .
-بشكل عام يمكن أن نلخص المقال في هذة الجملة: "إن صناعة الألعاب في اليابان هي مثل شجرة كبيرة ، وقد بدأت في الذبول ، ولكنها لا تزال تقف قوية "صناعة الألعاب ما زالت سائدة في اليابان ،ولم تنهار إلي حتي الأن ، ولكنها تجاري الزمن وتفعل ما عليها فعله بشكل جيد ، خصيصا مع إصدرات قوية وحافلة بالإثارة في العام القادم وسنتحدث عنهم في مقال أخر مثل :Final Fantasy XV و star ocean 5 و Persona 5 و Dark souls 3 و Tekken 7 و Kingdom Hearts 3 و Street Fighter V و Gravity Rush 2 وStar Fox Zero .
سؤال للمناقشة / ما هي أفضل لعبة يابانية لك في الجيل السابق (PS3 , Xbox 360) ، وماهي اللعبة اليابانية التي تتمني رؤيتها مجدداً في هذا الجيل ؟
إلا أن أصدرت شركة نينتندو اليابانية جهازها الأول باسم nintendo entertainment system ومن هنا ، احتكرت اليابان سوق الألعاب في باقي فترة الثمانينات مروراً بالتسعينات وحتي أوائل الآلفينات ،وأحتلت الصناعة بتحف فنية رائعة خلدها المطور الياباني مثل ألعاب: Mario وFinal Fantasy وZelda وPokémon وPac-Man، ولكن تحديداً في عام 2003 بدأ البساط ينسحب تدريجياً تجاه المطور الغربي مع ألعاب كبيرة صدرت وقتها مثل سلسلة : Grand Theft Auto وHalo وCall of Duty. فعند الإطلاع علي قائمة أفضل 20 لعبة في عام 2014 ، لن تجد أي لعبة يابانية في القائمة ، المرتبة الأعلى التي وصلت إليه لعبة يابانية كانت لعبة Super Smash Bros في المرتبة 28 ..... فما الذي أدي إلي سقوط المطور الياباني من الهاوية؟ ،لا توجد إجابة واحدة بسيطة لذلك السؤال ،ولذلك سنحصر لكم عدة أسباب أدت إلي ركود الصناعة اليابانية خلال العقد الماضي .
•الهواتف الذكية:
لا عجب عندما نري رواد الصناعة اليابانية أمثال نينتندو وسكوير إنيكس يصبون بعض من تركيزهم تجاه سوق الألعاب المحمولة ،بالأخص الهواتف الذكية التي نمت بشكل مرعب خلال الفترة الماضية ،حيث إحتلت بنسبة 60% من إجمالي سوق العاب الفيديو في اليابان ، أي تفوقت بشكل كبير علي الأجهزة المنزلية ، وذلك لقلة التكلفة الأنتاجية الخاصة بها ، وزيادة هوامش الربح التجارية ، علي الرغم من إفتقار الإبداع ، وإنحصار الألعاب بشكل كبير علي الهواتف المحمولة كونها تبيع أكثر من الألعاب المنزلية ،وبرغم من إنها ظاهرة حديثة ، ولكن يمكن أن تثبت في المستقبل القريب أنها قد تكون ضربة أخري لصناعة الألعاب اليابانية. يذكر بأن في عام 2014 وصلت أرباح الألعاب في السوق الياباني إلي 9.6 بليون دولار ، منها 5.8 بليون دولار أرباح من ألعاب الهواتف الذكية .
•تغير الأذواق:
شهدت صناعة الألعاب تحولاً كبيراً من ألعاب عوالم الخيال إلي ألعاب الحرب الواقعية والتي كانت سبباً في تحرك العملاق الياباني خطوة إلي الخلف ، حيث كانت ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول تعتمد علي الواقعية ، علي عكس حال الألعاب اليابانية التي أتخذت نهج الخيال حتي وقتنا هذا . ونوعاً ما بدأ الناس يريدون الواقعية ، وهذا أدي إلي إنغلاق السوق الياباني علي نفسه ،وإعترافه بأنه سوق محلي لايصدر كافه عنوانيه إلي جميع أنحاء العالم كما يفعل الغرب مع ألعابه ... مما أدي إلي إنخفاض شعبية الألعاب اليابانية في الفترة الماضية لإنحصارها علي سوق معين .
•الغرب كان الأفضل في صناعة العناوين لأسواقه:
طوال عام 1990 وبداية عام 2000 كان السوق في حالة تشبع كامل من الإصدارت اليابانية المختلفة ، فعند النظر إلي قائمة الألعاب في عام 2000 ، فإنه من المستحيل أن تري مطور غير ياباني في الأصل . ولكن حان الوقت المناسب وتغيرت قواعد اللعبة ، وشهدت اليابان لأول مرة جهاز منزلي يتم تطويره من غير مصدر يابانيين ، فكان قادماً من عملاق التكنولوجيا حينها " مايكروسوفت" ليجلب معه دعماً هائلاً من مطوري الطرف الثالث خصوصا (المطور الغربي)، والتي لاقت ألعابه إستحساناً كبيراً عند مختلف اللاعبين وذلك للتطور الكبير في الرسومات وقتها بين الألعاب الغربية واليابانية ، حيث إتسمت الألعاب الغربية بالتطور المستمر في الرسومات نتيجة للتكلفة العالية التي كانت تحظي بها الالعاب الغربية ، والتي كانت نقطة فاصلة في دعم تلك الألعاب من قبل اللاعبين عن الألعاب اليابانية التي كانت تتسم بالأركيدية ورسومات الانمي.
•الإصدرات طويلة الأمد:
كما يقولون ، كل شئ جيد يصل إلي نهايته ، ولكن بعض مطوري اليابان لم يحصلوا علي تلك الرسالة بعد ، شركات مثل نينتندو وسكوير انيكس غطوا أرباحهم بسلاسل شهيرة ما زالت ممتدة حتي الأن ، علي سبيل المثال لا الحصر:
ماريو (30 سنة ) - أسطورة زيلدا (25 سنة) - فاينال فانتسي (24 سنة) ..... المبيعات لا تزال قوية ، ولكن من الصعب أن نغفل حول حقيقة أن محبي هؤلاء السلاسل علي مدي الفترات الطويلة، يريدون الأفضل من هذة العناوين ولكن لا أمل !
حيث لم يكن هناك لعبة أخري في سلسلة زيلدا قادرة علي تلبية المعايير والجودة التي أتي بها جزء Ocarina of Time في عام 1998 ،والذي تم إعادة إصدراه خمس مرات ,اخرها كان علي محمول 3DS ، أيضاً العنوان الأخير من لعبة فاينال فانتسي تعرض لإنتقادات عديدة ، وحصل علي تقييم 49 من أصل 100 من قبل منظمة التصنيف "Metacritic"،بالمقارنة مع إصدراي السابع في 1997 والعاشر في 2001 فقد حصلا معاً علي تقييم 92 من أصل 100 ، لا أعلم لماذا تختبئ الشركات اليابانية خلف عباءة تلك الإصدرات الشهيرة ، ولا تقوم بإبتكار عناوين مذهلة من جديد وترفع من مكانة المطور الياباني مرة أخري كالعهد السابق .
ولكن هل تشفع تلك الأسباب لقول أن الألعاب اليابانية قد ماتت وزمنها قد ولي؟... الحقيقة هي لا ،فهناك ألعاب ما زالت تجمع جوانب مبتكرة للصناعة اليابانية مع النمط السائد الذي تحتفظ به الألعاب الغربية ، وحققت نجاحات كبيرة إذا نظرنا إلي كونها لعبة يابانية أبرزهم لعبتي Metal Gear Solid V: The Phantom Pain ولعبة Splatoon حصرية Wii U ، ومع ذلك شهدت السنوات الأخيرة للشركات اليابانية الإنتقال إلي منصات مثل Steam الخاص بالحاسب الشخصي ، والذي فتح باب السوق الغربية للألعاب اليابانية عبر التنزيلات الرقمية ، حيث يأمل المطور الياباني أن تلاقي ألعابه إستحسان اللاعبين مثل باقي الألعاب اليابانية التي صدرت للحاسب وحصدت نجاحات مرضية مثل سلسلة Dark Souls اليابانية والتي تعتبر من أشهر ألعاب الحاسب علي الإطلاق ، وبما أن PC هو المنصة الرئيسية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة ، فإن العمل الإضافي للمطورين قد يضعهم علي مقربة من تلك الأسواق مرة أخري كالأجيال السابقة ،إذا تم الإفراج عن محتويات عالية الجودة .
-بشكل عام يمكن أن نلخص المقال في هذة الجملة: "إن صناعة الألعاب في اليابان هي مثل شجرة كبيرة ، وقد بدأت في الذبول ، ولكنها لا تزال تقف قوية "صناعة الألعاب ما زالت سائدة في اليابان ،ولم تنهار إلي حتي الأن ، ولكنها تجاري الزمن وتفعل ما عليها فعله بشكل جيد ، خصيصا مع إصدرات قوية وحافلة بالإثارة في العام القادم وسنتحدث عنهم في مقال أخر مثل :Final Fantasy XV و star ocean 5 و Persona 5 و Dark souls 3 و Tekken 7 و Kingdom Hearts 3 و Street Fighter V و Gravity Rush 2 وStar Fox Zero .
سؤال للمناقشة / ما هي أفضل لعبة يابانية لك في الجيل السابق (PS3 , Xbox 360) ، وماهي اللعبة اليابانية التي تتمني رؤيتها مجدداً في هذا الجيل ؟
هل ماتت صناعة الألعاب اليابانية ؟!
Reviewed by Hussein Osman
on
ديسمبر 10, 2015
Rating: