مراجعة Call Of Duty Black Ops: Cold War
بين أزقة برلين الشرقية، بهويتها الأوروبية المميزة، وبكل مظاهر تهاويها عقب الحرب العالمية وحتي الثمانينيات، وخلف صفوف العدو، في مقر المخبارات الروسية -ومن غير الروس- KGB، هكذا تتميز Cold war الجديدة، أحدث أجزاء سلسلة رائعة -Black Ops- لطالما تميزت بالمعارك النارية الملحمية، واللحظات الحماسية، لكن هذه المرة، تخطو خطوة جديدة نحو تقديم جانب جاسوسية، وتقدم أفضل لحظاتها علي الرغم من كونها لعبة تصويب، في اللحظات التي لا تصوب فيها سلاحًا، وإنما تشعر بالمخاطر من حولك.
قصة اللعبة تتمحور حول فترة الحرب الباردة في حقبة الرئيس الأمريكي رونالد ريجن ،وأحد أهم محاطتها، وتعود بشخصية أليكس ميسون المحببة لعشاق السلسلة، مع إضافة شخصيات جديدة أهمهم هو Russel Adler، ضابط استخبارات مخضرم، يتم إسناد المهمات المستحيلة له، وهو شخصية كثيرة الكلام، وواسعة الحيلة. ومن خلاله تحاول اللعبة استكشاف بعض الأفكار مثل كون كلا طرفي الحرب خاسر، وأن في الحرب هناك ما يقوم بأفعال سيئة، وهناك من يقوم بالأسوأ، لكن ليس هناك من يدخل الحرب دون تلطيخ يده بالدماء، وهي أفكار لطالما ما حاولت سلسلة Call of duty استكشافها لكنها لا تقوم بذلك بالشكل الكافي، لتكون النتيجة قصة ملحمية غير عميقة -لن أستخدم تعبير "ضحللة" لأنها ليست كذلك"- شبيهة بفيلم أكشن مطول، بمستوي جيد جدًا. وهو ما نجحت في تجاوزه الإصدارة الأولي من Black Ops، ولذلك هي الأفضل.
تقدم أفضل لحظاتها علي الرغم من كونها لعبة تصويب
في اللحظات التي لا تصوب فيها سلاحًا
تصميم مهمات القصة يقدم المعتاد من بيئات مختلفة بطبيعة الحال لأنك تجول العالم لمحاربة نفوذ الاتحد السوفيتي، بمنظومة لعب تختلف بين التصويب، والتخفي، والتحكم بالمركبات، وهو هنا أكثر توازنًا من أي جزء مضي. ولكن ما يلفت الانتباه حقًا هو أن أفضل لحظات اللعبة كانت عبر المهمات الجاسوسية، التي تتطلب منك جمع المعلومات، القيام بالاغتيالات، أو التسلل لأماكن لا يفترض تواجدك فيها، وهو ما تبرع اللعبة في تقديم بعض الميكانيكيات الجديدة لتعميقه، مثل نظام الاختيارات، وجمع الأدلة، والمهمات الجانبية.
نظام الاختيارات لا يغير كثيرًا علي مسار القصة، فكل الأحوال اللعبة تحتوي علي نهايتين فقط، ولكنه يجعلك تشعر بالتأثير علي مجريات الأحداث، مثل الأوقات التي أعطتني اللعبة الاختيار بين أسر أحد الأعداء أو إلقاءه من أعلي سطح أحد البنايات،كما أن هناك نظام تخصيص مُبسط في بداية القصة لاختيار اسم وصفات شخصيتك والتي تنعكس في اللعبة علي هيئة قدرات، مثل القدرة علي استقبال الطلقات أثناء سكونك بشكل أقل إحداثًا للضرر.
نظام التحقيق والمهمات الجانبية هو أحد إضافات القصة القوية، فتصميم المهمات -مهمة اقتحام الKGB كمثال- يتيح لك الاستكشاف، وفي بعض الأحيان هناك أكثر من اسلوب لاتمام المهمة، ومع الاستكشاف تأتي الأشياء القابلة للجميع، والتي تم تضمينها في نسيج القصة بشكل ذكي، إذ أنها الآن باتت دلائل تقوم بمجمعها وفحصها لمعرفة معلومات عن شخصيات، وأماكن ، وأحداث اللعبة، والحقبة الزمنية الخاصة بالحرب الباردة، ووستشعر أنك تريد إعادة بعض المراحل إذ لم تستطع جمع جميع الأدلة.
التصويب علي الجانب الآخر، كلاسيكي إلي أبعد الحدود، فبحكم الحقبة الزمنية، لا يوجد الكثير من الأدوات الفاخرة التي عادةً ما يستعملها شخصيات وأبطال سلسلة Call of duty، والأسلحة النارية بحد ذاتها لا تقدم الجديد، أي أن المعارك علي الرغم من كونها ممتعة، والتصويب بقدر كونه في أفضل أحواله منذ بدأ السلسلة، إلا أن لا تجديدات ثورية.
باعتراف مطوري اللعبة، فإنها قد عانت من الكثير من مشاكل التطوير، والتي لا تظهر عليها بصورة مشاكل تقنية، أو أشياء مؤثرة في أداء اللعبة، وإنما في حجم المحتوي الذي بدي نحيفًا إلي حد كبير مقارنة بالإصدارة السابقة، وفي الحقيقية كنت أري أن ليس هنالك فرصة أفضل من هذه لتأجيل إصدارة Call of duty الجديدة خصوصًا مع نجاح war zone و modern warfare الباهر بنظام المواسم. ولكن الناشر كان له رأي آخر، بتقسيم التطوير علي أكثر من ستوديو بحيث يتولي ستوديو High Moon و يتولي Treyarch تطوير اللعب الجماعي، ولذلك نلاحظ بعض التفاوت في رؤية المطورين للجانب الذي قاموا بتطويره، ويظهر أيضًا عامل ضيق الوقت والقيود التي فرضتها الظروف الحالية (وباء الكورونا)، فعمر القصة لا يتعدي الخمس ساعات، وعلي الرغم من جودتهم، ولكن هذا العدد من الساعات لا يحمل أبدأ تجربة لعبة منفردًا، ليقدمها كلعبة تستحق سعرًا كاملًا بالسوق في الوقت الحالي.
لا تجديدات ثورية في الأسلحة ونظام التصويب
علي الجانب الآخر، فاللعب الجماعي حاول العودة إلي أصول سلسلة Black Ops بشكل بدي لي مألوفًا بشكل زائد عن المطلوب، بعدد خرائط قليل نسبيًا (12 خريطة) بتصاميم أقل تعقيدًا، وأقرب للبساطة التي تم تقديمها في بلاك أوبس 1، مع بعض العناصر البصرية التي تحاكي الحقبة الزمنية التي تدور فيها اللعبة.
خريطة Armada كانت أحد أكثر الخرائط التي نالت إعجابي الشخصي لأنها مقسمة علي ثلاثة زوارق مدمرة، يمكنك التنقل بينهم عن طريق السباحة، أو القوارب الصغيرة، أو Zip line، ولكنها بيئة خصبة جدًا للقناصة وهو ما يجعلها تشجع نوع معين من اللعب وتقيد حرية كل شخص في أن يلعب باسلوبه، علي الناحية الأخري هناك خريطة check mate، أحد أكثر الخرائط التي تشجع علي التخييم نظرًا لتصميمها الضيق والمليء بالجوانب الغير مرئية. تصميم الخرائط بشكل عام يعود بنا إلي الزمن الذي كانت فيه كود لعبة معتمدة أكثر علي تكدس اللاعبين في خرائط ضيقة، وسرعة القتالات بشكل لا يصدق، وهو أمر وقع بسببه الكثيرين في حب اللعبة، وأنا كنت منهم، ولكن أتمني أن يتم تقديم بعض الخرائط الكبيرة في المستقبل.
أطوار اللعبة الكلاسيكية تعود كما المتوقع، مثل Team Death match و Search and destroy وkill confirmed بالإضافة إلي بعض الأطوار الجديدة أهمهم هو Combined arms بنوعيه Assault و Domination. وهو طور يقوم فيه اللاعبين بتنفيذ المهمات وحماية مناطقهم في فرق مكونة من 12 ضد 12. مع وجود المركبات لأول مرة في السلسلة مثل الدبابات والزوارق والزلاجات الثلجية.
والتي شعرت أنها ذات قوة مفرطة بعض الشيء، ولكنها إضافة رائعة كانت تنقص كود منذ زمن. وهي لا تطمس هويتها أو تقربها أكثر من باتلفيلد كما قد يظن البعض، فهنا استخدامها محدود بمحدودية الخرائط التي تعطي للمركبات مساحة صغيرة للإبداع باستحدامها.
في النهاية:

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق