مراجعة Immortals Fenyx Rising
[full_width]
كل شيء يمكنك التفكير فيه، قابل للتنفيذ!
أول ما لاحظته من دعايا Fenyx Rising هو تشابهها الكبير مع لعبة أساسينز كريد أوديسي، من حيث اسلوب اللعب، والقتال، وتصاميم البيئات، وعند التدقيق وجدت أن الاستوديو نفسه قام بتطوير اللعبتين، وبالطابع، لا أحد يتمني أن يبدأ بلعب لعبة معينة وعقله يقوم لا إراديًا بمقارنتها بلعبة أخري. دعني أخبرك بخبر سعيد، Immortals تقوم بعمل لا بأس به علي الإطلاق لتحظي بهويتها الخاصة، وقد نجت في ذلك في أغلب الأوقات، مع بعض اللحظات التي كان لا صوت يعلو فيها فوق صوت التشابهات، ولكن بحد ذاتها، هل تمثل Fenyx Rising تجربة تستحق الشراء؟
قصة اللعبة تدور في اليونان، وتستعرض الحضارة اليونانية وأساطيرها بشكل هزلي، كوميدي لا يأخذ نفسه علي محمل الجد في جميع الأوقات، وتدور الأحداث حول الآلهة الإغريقية وقوي الشر المتمثلة في شرير يدعي "تايفون" والذي يقوم بسلب قواهم، واستغلالها، وهنا يأتي دور بطل اللعبة "Fenyx" في تخليص عالمه من قوي الشر. أحداث القصة متوقعة بعض الشيء، ولكن الجميل فيها هو كيفية سردها، إذ تحظي اللعبة بأسلوب جميل في طرح قصتها علي شكل قصة يتبادلها شخصيتي زيوس وبروميسيوث، بطريقة ذكية ومشوقة. مشكلة القصة وهويتها هما هزليتها، فقد تنفر البعض منها بعض الشيء، ولكن دعني ألفت أنظارك إلي كون اللعبة بأكملها لعبة تميل لغير الواقعية، ولربما يعتبر هذا هو الفرق الأكبر بينها وبيين أساسينز كريد، فالرسوم الكرتونية، واسلوب اللعب المعتمد عليا لقدرات الخارقة، والقصة الهزلية يجعلان من Fenyx Rising مختلفة بالشكل الكافي.
يحسب أيضًا للقصة كونها لا تفترض علم أي من اللاعبين بالحضارة اليونانية القديمة وأساطيرها، وتقوم بطرح الحد الأدني من المعلومات التي يجب عليك معرفتها لتكون علي علم بخلفيات الشخصيات، والأحداث والعالم بشكل عظيم، وأعجبني أنني استفدت منها في معرفة الأساطير اليونيانية بشكل طريف، دون أن أشعر، وأنا لست من محبي تلك الحضارة من الأساس!
في البداية، وبما أن هذه اللعبة من يوبي سوفت، توقعت أن تمتد معي أحداثها ومهماتها إلي عدد ساعات لا يقل عن ال50، وهو الشيء الذي لا أفضله أبدًا، فأنا أفضل دائمًا أن أحظي بتجربة عظيمة تمت ل20 ساعة، عوضًا عن تجربة جيدة تمتد إلي 60 و 70 ساعة، ولحسن الحظ، فهنا اللعبة حافظت علي التوازن بين الكم والجودة بشكل أعجبني، لا نراه كثيرًا في ألعاب يوبي سوفت.
تمتد اللعبة إلي 30 ساعة إذا أخذنا في عين الاعتبار وجود عدد لا بأس به من المهمات الجانبية، وتحتوي خريطتها علي 7 مناطق لكل منطقة منهم طابها المختلف علي الصعيد البصري والعملي، مع مواجهة أعداء مختلفين في كل منطقة. هناك بالطبع معارك زعماء، وقد كانت أميز ما في منظومة المعارك لأنها تقدم تحدي رائع، وفريد من نوعه إذ يحظي كل زعيم بمجموعة من القدرات المختلفة، مع اختلاف مستويات الصعوبة بينهم، كما أن هناك وقت قد يتعدي نصف وقت اللعب تمضيه في حل الألغاز البيئية والتي كانت أفضل جوانب اللعب بالنسبة إلي، وهو ما يأخذنا للاستكشاف.
الاستكشاف هو أفضل جوانب اللعبة،إذ أن العلامات الكثيرة علي الخريطة (شيء معتاد نراه في ألعاب يوبي سوفت) ليست موجودة هنا. عندما تتم إسناد مهمة محددة لك، يقوم الأشخاص ماني المهمة بوصف الأماكن التي عليك الذهاب إليها، أو وصف مكان قريب منها وسيكون عليك الذهاب والتحقق من المكان، واتباع حدسك. كذلك فإن القدرات الخاصة الإضافية، والأشياء القابلة للجمع مخبأة بشكل ذكي في العالم بحيث تشجعك علي استكشافه، كما أن تصميم العالم نفسه، من بيئات وحياة برية، وزعماء متخفين، كل ذلك يجعل وقتك في العالم مليء بالأِشياء التي ستشعل وتغذي فضولك. كما أن حجم العالم مناسب وليس شاسع بحيث يتم تكرار البيئات، كما أن التجديد المستمر في الأعداء وأشكالهم واساليبهم، وحتي الألغاز التي تقدم ميكانيكيات جديدة كل فترة تجعل من ال30 ساعة لعب ساعات خالية من التكرار، وهو شيء مبهر أن نراه في لعبة من يوبي سوفت.
تقدم اللعبة نفسها علي أنها لعبة أكشن، ولكنها في الحقيقة تحتوي علي كمية هائلة من الألغاز والتي تقدم ميكانيكيات لعب ممتعة معتمدة علي الفيزياء والقفز، والتوظيف الحركي للأشياء من حولك، ذكرتني بألغاز لعبتي Tomb Raider الأخيرة و Star Wars Jedi Fallen Order وربما يكون مستوي فينكس أفضل ! فالألغاز هنا لا تقدم أي مساعدات لإنهاءها، عليك أن تقوم بفهم المنظومة كاملة وحدك! وهو ما قد يزعج بعض الناس، ولكنه شيء افتقدناه كثيرًا في الألعاب، أن تتحداك اللعبة دون تقديم المساعدة. الألغاز تستمر في التطور حتي نهاية اللعبة.
مفهوم الجودة مقابل الكم يستمر حتي في المهمات الجانبية التي توفرت بعدد 3 أو 4 مهمات في كل منطقة، لها قصصها الخاصة، بجانب النشاطات الجانبية مثال الVaults والتي تشبه كثيرًا الShrines الخاصة بلعبة زيلدا، وهنا فإنك بصدد حل لغز بيئي كبير وجمع الغنائم. هناك أيضًا مكان يدعي (قاعة الآلهة) أو Hall of gods وهو مكان يمكنك التدريب فيه علي الجري، القفز، أو تسديد الأسهم، وهي مهارات ستحتاجها خلال فترة لعبك بشدة، كما أن تلك النشاطات في حد ذاتها ممتعة.
يحسب للعبة تقديم أنواع من الأعداء باستمرار في كل منطقة تقوم بفتحها، لتناسب الطابع البصري المتغير لتصميم البيئات، كما أن ميكانيكيات اللعبة أخذت بالتطور علي مدار ساعات لعبي مع تداخل المهارات وتاثيرها في أسلوبك، فمثلًا اسلوب الطيران، وإمكانية دمج الطيران مع القفز أو الحصول علي مدة طيران أسرع وهو ما يجعل من التنقل شيء مختلف قليلًا في كل مرة تقوم بتطويره أو تطوير أي قدرة أو دمجها مع قدرات أخري.
بيئات اللعبة هي مزيج بين Zelda breath of the wild بطابعها الكرتوني، و Assassin's creed odyssey ببيائتها الصحراوية والجبلية والغابات، ستشعر في الكثير من الأحيان بتشابه كبير، خصوصًا مع أوديسي، حتي في تصميم الشخصيات الودروع والملابس واسلوب حديث الشخصيات باستخدام لهجة معينة سيعرفها كل من لعب أوديسي. تصاميم الشخصيات لم تكن مميزة ولكنها تفي بالغرض من خلال قصة تعتبر نفسها هزلية، وتقدم مقاطع سينيمائية بسيطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق