مراجعة Nier Replicant
أجمل شيء في عالم الألعاب هي تلك الشخصيات الافتراضية التي يبدع كاتبوها لدرجة تجلعك تشعر بأنك عشت معها وعاصرتها، بل وتتعلق بها وكأنها باتت أحد أفراد أسرتك، أو ربما صديقك المقرب. مع كل التقدم التقني المذهل الذي نعيشه، لا تزال تلك النقطة هي التي تحوز علي أكبر اهتماماتي، وإعجابي. سلسلة Nier هي أحد تلك السلاسل الرائدة في هذا المجال. ولمن لا يعرف الكثير عن تلك السلسلة، إليك نبذة صغيرة عنها.في 2010 صدر أول أجزاء سلسلة ألعاب تدعي Nier من إخراج المخرج المبدع Yoko Taro والتي كانت مشتقة من لعبة Drakengard، وكانت بنسختين واحدة صدرت في اليابان فقط، والأخري صدرت تحت عنوان Nier Replicant كنسخة غربية من اللعبة، وفي 2017 صدر جزء جديدة يدعي Nier Automata والذي أعتبره أحد أفضل الألعاب التي تقدم قصة علي الإطلاق. نجاح ذلك الجزء ساهم في تفكير المطورين في إطلاق نسخة محسنة، معاد تمثيل قصتها، ومضاف إليها بعض اللمسات التي تجعل منها تجربة أفضل، وإصدارها في شكل إصدارة Nier Replicant التي نحن بصدد مراجعتنا الآن، فهل هي علي مستوي أوتوماتا؟
قصة اللعبة تتمحور حور نير الأخر الذي ينطلق في رحلة شخصية للبحث عن دواء لعلاج أخته يونا، من مرض نادر أصابها، وتعتبر القصة أحد أفضل القصص التي قدمت هذا العام حتي الآن، ولكنها الأكثر تضليلًا في بدايتها، لأن ما ذكرته عنها يوحي لك بأنها قصة سطحية، شبيهة بفيلم إنمي ضعيف أليس كذلك؟ بل هي علي التقيض تمامًا مما قد تظنه في الخمس ساعات الأولي في اللعبة. قصة Nier Replicant تحتوي علي شخصيات عديدة لكل منهم دوافعة وتعقيدات شخصيته التي تأخذنا إلي أماكن غير مألوفها، بعضها مظلم أكثر من اللازم، وهو شيء أفضله أنا شخصيًا، كما أن تطور الشخصيات وتأثير الأحداث عليهم جلي، وقد سعدت بشعوري بأن شخصيات اللعبة قد نضجت، وأنني قد تعلمت دروس حياتية خاصة بعالمهم معهم. كل ما عليك معرفته أن قصة اللعبة قصة قوية،تحكي عن عالم ديستوبي يعيش فيه شخصيات ستتعلق بها، تأخذ قصتهم الشخصية منعطفات متوقعة، بحبكة عميقة وفعالة وطاقم شخصيات جذاب تم تمثيله بشكل رائع.
كونها إصدارة محسنة، فلعبة Nier Replicant لم تقدم تغيير جذري في البيئات، والقصة، وهو شيء غير منتظر منها، وإنما قدمت تحديث لكل شيء بدأً بالقوائم، مرورًا بنظام تطوير الشخصية، وصولًا إلي الرسوم والمعارك، والأصوات، وبعض لحظات القصة. فستشعر منذ البداية أن اللعبة أصبحت قريبة من Nier Automata من حيث سلاسة التحكم، ومنظومة المعارك التي تشبه ألعاب الHack and slash ولكن للأسف، لا يزل عنصر الزمن مؤثر علي Replicant، وستذكرك من حين لآخر أنها نسخة محسنة وليست لعبة جديدة. فبعض الأشياء في اللعبة تعاني من كونها قديمة، مثل تصميم المهمات الجانبية الذي وجده أكبر عيوب اللعبة، فكلها تقريبًا مهمات تقليدية ومتكررة، غير مرتبطة بالحبكة الرئيسية، والفكرة من وراء كرهي لها هو أنني احتجت لإتمامها، ولم أقوم بإنهاءها لأني أردت ذلك. فاللعبة تجربك علي تجميع 33 سلاح وهو عدد أسلحة اللعبة كاملةً، لفتح النهاية الثالثة. كما أن تصميم الأعداء سطحي ومتكرر بشكل لا يناسب ألعاب الأجيال الحالية.
منظومة المعارك تتميز بسلاستها، واختلاف الأسلحة عن بعضها بشكل جيد، كما أنها تعتم بشكل رئيسي علي الكومبوهات والتي تمثل أمتع أجزاء اللعبة، وعليك أن تعلم بأن ليس هناك أي قائمة تجمع الكومبوهات التي يمكنك القيام بها، وأنه سيكون عليه اكتشاف الأمر بنفسك، وهو ما قد لا يعجب البعض. الأسلحة ال33 في اللعبة مقسمة إلي فئات، ولكل فئة منهم مجموعة ضربات متشابهة، وهو ما يجعل عدد الكومبوهات محدود، ولكن ما يكسر هذا النمط هو مجموعة ممتازة من الضربات السحرية التي يمكنك مزجها مع الضربات باستخدام الأسلحة.
الذكاء الإصطناعي للأعداء متواشع إلي حد كبير، كما أن اللعبة مع نهاية كل فصل تشعرك بأنها قدمت كل ما لديها، وفي بداية الفصل التالي تقدم شيء جديد يسكر هذا الملل، سواء كانت معركة مع زعيم، أو مستويً بتصميم مختلف عن المألوف، أو سلاح جديد، أو تعويذة. وهنا فإن هناك ساعة أو أقل بقليل من كل فصل شعرت بأن تم التمطيط فيها، وأنه كان من الممكن اجتيازها أو التغاضي عنها تمامًا بدلًا من شعور الملل الذي سببته.
تجبرك اللعبة علي إعادة بعض الفصول للحصول علي النهاية الأخيرة، ناهيك عن الكم الغير طبيعي من المحتوي الجانبي الذي سيكون عليك القيام به لفتح النهاية الثالثة، وهو أكثر ما أزعجني في اللعبة، فأنا ضد ربط القصة بالمحتوي الجانبي بهذه الطريقة الفقيرة إبداعيًا. مشكلة اللعبة الكبري في أنها لا تحترم وقتك، وتتعامل مع التمطيط علي أنه شيء مقبول إذا ما كانت القصة ممتازة، وهو للأسف ما أفسد متعتي بعض الشيء بروعة القصة التي لا أملك لها أي تعليق سلبي.
عالم اللعبة يحتوي علي 8 مناطق، الاختلاف بينهم جيد من حيث التصميم الشكلي، ولكن لا يوجد أي شكل من أشكال الحيوية في عالم اللعبة، وهو نفس حال اللعبة الأصلية، ولم أكن أنتظر أكثر من ذلك صراحةً إلا أنني شعرت بالفرق الكبير بين replicant و automata في دور العالم في تعزيز قصة اللعبة، وشكل عالمها. التصميم الشكلي للأعداء والشخصيات ممتاز، لكن عاب الأعداء تصميمهم المتكرر، فاللعبة تمتلك نوعين فقط من الأعداء، بجانب الزعماء الذي كان تصميمهم ممتاز ومختلف.
الرسوم في اللعبة تم تحسينها بشكل كبير، لتكون قريبة من Nier Automata، وهي ليست مبهرة، أو أسطورية، ولكنها أفضل بمراحل من الجزء الأصلي. نماذج الشخصيات، والبيئات كلهم تم تحسينهم ليكونوا أفضل علي الصعيد المظهري، أما أداء اللعبة فقد كان ثابتًا. قمنا بتجربة اللعبة علي البلايستيشن 4، وكان الأداء ثابتًا.
الأصوات البيئية والمثرات السمعية جيدة، لكن علي الجانب الآخر الأداءات الصوتية كانت عظيمة لجميع الشخصيات، وأعطتهم أبعاد ممتازة، ونفخت فيهم الحياة خصوصًا شخصيات جريميور ويس، و إميل، وكيني، كما أن الحوارات تأخذ طابع مختلف حسب كل فصل من فصول اللعبة، ذكرني الوضع ببيرسونا 5 التي تميزت بحوارات قوية، ومطولة تستعرض من خلالها جوانب عدة من شخصياتها.
تعتبر Nier Replicant لعبة رائعة، ليست بلا عيوب، ولكنها تمنحنا فرصة لزيارة قصة اللعبة الأصلية لسلسلة Nier بصورة محسنة بشكل كبير، قريبة من Nier Automata، وهو شيء لطالما تطلعنا إليه. لذا أنصح كل محبي السلسلة بتجربة اللعبة بلا تردد، مع الوضع في الاعتبار عيوبها.
[full_width]
قصة اللعبة تتمحور حور نير الأخر الذي ينطلق في رحلة شخصية للبحث عن دواء لعلاج أخته يونا، من مرض نادر أصابها، وتعتبر القصة أحد أفضل القصص التي قدمت هذا العام حتي الآن، ولكنها الأكثر تضليلًا في بدايتها، لأن ما ذكرته عنها يوحي لك بأنها قصة سطحية، شبيهة بفيلم إنمي ضعيف أليس كذلك؟ بل هي علي التقيض تمامًا مما قد تظنه في الخمس ساعات الأولي في اللعبة. قصة Nier Replicant تحتوي علي شخصيات عديدة لكل منهم دوافعة وتعقيدات شخصيته التي تأخذنا إلي أماكن غير مألوفها، بعضها مظلم أكثر من اللازم، وهو شيء أفضله أنا شخصيًا، كما أن تطور الشخصيات وتأثير الأحداث عليهم جلي، وقد سعدت بشعوري بأن شخصيات اللعبة قد نضجت، وأنني قد تعلمت دروس حياتية خاصة بعالمهم معهم. كل ما عليك معرفته أن قصة اللعبة قصة قوية،تحكي عن عالم ديستوبي يعيش فيه شخصيات ستتعلق بها، تأخذ قصتهم الشخصية منعطفات متوقعة، بحبكة عميقة وفعالة وطاقم شخصيات جذاب تم تمثيله بشكل رائع.
كونها إصدارة محسنة، فلعبة Nier Replicant لم تقدم تغيير جذري في البيئات، والقصة، وهو شيء غير منتظر منها، وإنما قدمت تحديث لكل شيء بدأً بالقوائم، مرورًا بنظام تطوير الشخصية، وصولًا إلي الرسوم والمعارك، والأصوات، وبعض لحظات القصة. فستشعر منذ البداية أن اللعبة أصبحت قريبة من Nier Automata من حيث سلاسة التحكم، ومنظومة المعارك التي تشبه ألعاب الHack and slash ولكن للأسف، لا يزل عنصر الزمن مؤثر علي Replicant، وستذكرك من حين لآخر أنها نسخة محسنة وليست لعبة جديدة. فبعض الأشياء في اللعبة تعاني من كونها قديمة، مثل تصميم المهمات الجانبية الذي وجده أكبر عيوب اللعبة، فكلها تقريبًا مهمات تقليدية ومتكررة، غير مرتبطة بالحبكة الرئيسية، والفكرة من وراء كرهي لها هو أنني احتجت لإتمامها، ولم أقوم بإنهاءها لأني أردت ذلك. فاللعبة تجربك علي تجميع 33 سلاح وهو عدد أسلحة اللعبة كاملةً، لفتح النهاية الثالثة. كما أن تصميم الأعداء سطحي ومتكرر بشكل لا يناسب ألعاب الأجيال الحالية.
منظومة المعارك تتميز بسلاستها، واختلاف الأسلحة عن بعضها بشكل جيد، كما أنها تعتم بشكل رئيسي علي الكومبوهات والتي تمثل أمتع أجزاء اللعبة، وعليك أن تعلم بأن ليس هناك أي قائمة تجمع الكومبوهات التي يمكنك القيام بها، وأنه سيكون عليه اكتشاف الأمر بنفسك، وهو ما قد لا يعجب البعض. الأسلحة ال33 في اللعبة مقسمة إلي فئات، ولكل فئة منهم مجموعة ضربات متشابهة، وهو ما يجعل عدد الكومبوهات محدود، ولكن ما يكسر هذا النمط هو مجموعة ممتازة من الضربات السحرية التي يمكنك مزجها مع الضربات باستخدام الأسلحة.
الذكاء الإصطناعي للأعداء متواشع إلي حد كبير، كما أن اللعبة مع نهاية كل فصل تشعرك بأنها قدمت كل ما لديها، وفي بداية الفصل التالي تقدم شيء جديد يسكر هذا الملل، سواء كانت معركة مع زعيم، أو مستويً بتصميم مختلف عن المألوف، أو سلاح جديد، أو تعويذة. وهنا فإن هناك ساعة أو أقل بقليل من كل فصل شعرت بأن تم التمطيط فيها، وأنه كان من الممكن اجتيازها أو التغاضي عنها تمامًا بدلًا من شعور الملل الذي سببته.
تجبرك اللعبة علي إعادة بعض الفصول للحصول علي النهاية الأخيرة، ناهيك عن الكم الغير طبيعي من المحتوي الجانبي الذي سيكون عليك القيام به لفتح النهاية الثالثة، وهو أكثر ما أزعجني في اللعبة، فأنا ضد ربط القصة بالمحتوي الجانبي بهذه الطريقة الفقيرة إبداعيًا. مشكلة اللعبة الكبري في أنها لا تحترم وقتك، وتتعامل مع التمطيط علي أنه شيء مقبول إذا ما كانت القصة ممتازة، وهو للأسف ما أفسد متعتي بعض الشيء بروعة القصة التي لا أملك لها أي تعليق سلبي.
عالم اللعبة يحتوي علي 8 مناطق، الاختلاف بينهم جيد من حيث التصميم الشكلي، ولكن لا يوجد أي شكل من أشكال الحيوية في عالم اللعبة، وهو نفس حال اللعبة الأصلية، ولم أكن أنتظر أكثر من ذلك صراحةً إلا أنني شعرت بالفرق الكبير بين replicant و automata في دور العالم في تعزيز قصة اللعبة، وشكل عالمها. التصميم الشكلي للأعداء والشخصيات ممتاز، لكن عاب الأعداء تصميمهم المتكرر، فاللعبة تمتلك نوعين فقط من الأعداء، بجانب الزعماء الذي كان تصميمهم ممتاز ومختلف.
الرسوم في اللعبة تم تحسينها بشكل كبير، لتكون قريبة من Nier Automata، وهي ليست مبهرة، أو أسطورية، ولكنها أفضل بمراحل من الجزء الأصلي. نماذج الشخصيات، والبيئات كلهم تم تحسينهم ليكونوا أفضل علي الصعيد المظهري، أما أداء اللعبة فقد كان ثابتًا. قمنا بتجربة اللعبة علي البلايستيشن 4، وكان الأداء ثابتًا.
الأصوات البيئية والمثرات السمعية جيدة، لكن علي الجانب الآخر الأداءات الصوتية كانت عظيمة لجميع الشخصيات، وأعطتهم أبعاد ممتازة، ونفخت فيهم الحياة خصوصًا شخصيات جريميور ويس، و إميل، وكيني، كما أن الحوارات تأخذ طابع مختلف حسب كل فصل من فصول اللعبة، ذكرني الوضع ببيرسونا 5 التي تميزت بحوارات قوية، ومطولة تستعرض من خلالها جوانب عدة من شخصياتها.
في النهاية:
في الحقيقة، القصة هنا من أفضل ما رأيت علي الإطلاق. قصة شخصية، تجعلك تستغرق في التفكير فيمن تحب من شخصيات اللعبة، ومع من عليك أن تتضامن، وكيف يجب أن تسير أحداث القصة، والاختيارات فيها، وهي ليست قصة مألوفه أو اكليشيهية، وهو ما يجعل من أسلوب اللعب "الجيد والممتع" شيء متاخر مقارنة بما تقدمة القصة. تصميم المهمات الجانبية، وقلة التنوع بين الأعداء وإجبارك علي المحتوي الجانبي يعتبروا عيوب لا يمكن أن ننكرها، ولكنها لا يمكنها أن تسلب من اللعبة حق الإعتراف بأن قصتها عظيمة.[full_width]
مراجعة Nier Replicant
Reviewed by غير معرف
on
مايو 07, 2021
Rating:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق