asus

Home PageNav

آخر الأخبار

أخبار

مراجعة The Last Guardian

من كان يصدق؟
The Last Guardian هي أحد تلك العناوين التي كنا قد فقدنا الأمل في رؤيتها، إذ أن الإعلان الأول عنها كان في عالم 2007 كحصرية لمنصة البلايستيشن 3 في بداية عمره، كجزء جديد من سلسلة Shadow Of clossues و ICO ، وهي سلسلة تحظي بمحبيها الذين تعلقوا بشخصياتها، وبأسلوب سرد القصة والعلاقة بين الشخصيات، وبعيدًا عن العراقيل الوفيرة التي حظيت بها The last guardian في مشوار تطويرها، هل لبت طموح اللاعبين بعد صدورها؟
التركيبة التي تقدمها هذه السلسلة الغريبة لا تشبه الكثير من الأعمال الفنية التي نراها، ولكنها تبقي ناجحة في تصدير شعور كونها مالوفه علي اللاعبين، ومقبولة إلي حد كبير مقارنةً بمدي غرابتها، وقلب تعقيدها يكمن في غموض عالمها، وحقيقة أنك لا تعرف أي شيء مع بداية اللعبة، بالإضافة إلي العلاقة الإنسانية التي يتم بناءها علي مدار القصة بين المخلوق الذي يقابله بطل اللعبة، وهو برغم بساطته، لكنه لم يتم تقديمه بهذا الإبداع من قبل.

مشكلتي مع The Last Guardian هي اتباعها للأساس ذاته، دون محاولة التجديد لخلق عامل اختلاف جوهري يضع الجزء الجديد من السلسلة في مقدمتها، وهو شيء ليس بالضرورة سيئَا، ولكنه سيشعرك أنك تمر بتجربة Shadow Of clossus العاطفية المثيرة من جديد، وهو ما قد يفشل في محاكاة حدة المشاعر والارتباط بالشخصيات الذي نجحت في تكوينه التجربة الأولي.

The last guardian في ماعدا ذلك تقدم تجربة تطمح لأن تكون درامية في المقام الأول، ولكنها أيضًا تقدم إجابات مُشبعة عن أسئلة ستراودك منذ اللحظة الاولي، من نوع "ما هذا العام؟" "لماذا أنا هنا؟" "من تريكو؟" ونهاية تجعل من الانتظار والإطالة التي ستواجههما في منتصف تجربتك شرًا لا بد منه، وشيئًا لن تندم عليه طويلًا.

تدور أحداث اللعبة حول الشخصية الرئيسية وهو عجوز يحكي قصة أهم حدث في حياته، وهو لقاءه بالوحش تريكو أثناء طفولته، واستيقاظه فجأة في مكان مجهول بجانبه تريكو الوحش المصاب، والذي ينهش ويساعد بطلنا الطفل في محاولة الخروج من محبسه، واكتشاف طبيعة المكان من حوله، وكيفيو صوله إلي هناك، وهي قصة أكبر من معلومة أو اثنتين تقصهم عليك اللعبة في نهايتها بهدف مكافأتك علي تكملة اللعبة، بل هي قصة كاملة فاقت توقعي شخصيًا من حيث تفاصيلها ونهايتها.

في الحقيقة،علي المستوي الشخصي أعتبر أن أكبر التحديات التي تواجه لعبة مثل The Last guardian هو الخروج إلي الأسواق من الأساس، إذ أن تلك التجربة التي حظينا بها بعد ما يقرب العقد من الإعلان عنها، هُددت بالإلغاء لأكثر من مرة، وبناءًا علي ذلك حاولت خفض توقعي لما ستقدمه اللعبة حتي لا أُصيب بالإحباط، ولكن في مجملها، قدمت التجربة قصة جيدة جدًا كانت هي الدافع الوحيد تقريبًا للاستكمال.
مشكلتي مع The Last Guardian هي اتباعها للأساس ذاته، دون محاولة التجديد لخلق عامل اختلاف جوهري يضع الجزء الجديد من السلسلة في مقدمتها
القصة تسير علي محورين، الأول هو السياق الأساسي للقصة، أي قصة العالم الذي وجد البطل فيه، وقصة تريكو ومن أين أتي، والآخر هو الرابط بين تريكو والبطل. أما الأول فكان مشوقَا إلي النقطة التي اكتشفت فيها أنني أعرف بما فيه الكفاية عن القصة الرئيسية للعبة، وأنني لم أعد جاهلًا بالتفاصيل كما كنت أشعر عندما أشاهد عروض اللعبة، وبالتالي فإن شعلة الفضول قد انطفأت بداخلي، أما الجانب الآخر، كان بمثابة مفاجأة بالنسبة إلي، فحتي لحظة نهاية اللعبة لم أشعر بالاكتفاء مما قدمته اللعبة بهذا الصدد- علاقة تريكو بالبطل- وكيف أن من صاغ القصة استطاع بناء رابط قوي بين الشخصيتين، وبين اللاعب وهو ما يشكل عنصر القوة الرئيسي في لعبة The Last Guardian.


لم أتوقع أن يقدم أسلوب اللعب أكثر تنوع سنراه في 2016، ولكني توقعت أن يقدم أسلوب ممتع وجذاب في تصميم البيئات، والألغاز ولكنه خيب توقعاتي في الكثير من الأوقات، خاصة في نصف اللعبة الأخيرة.
تجربة اللعبة تمتد إلي ما يقرب ال10 ساعات، تنقسم إلي لحظات القفز والتحرك من مكان لمكان، أو حل الألغاز بشكل رئيسي، وهو ليس بالضرورة شيء سيء أو ممل، فتصاميم البيئات رائعة، تحاول اختبارك في بعض الأحيان، كيف ستقوم بتوفير طريق يستطيع تريكو سلوكه للحاق بك، إذ توفر البيئة أماكن لا يستطيع سوي الطفل بحجمه الصغير التسلل إليها، وعلي الصعيد المظهري أيضًا تصاميم البيئة جميلة ومثيرة للاهتمام، وهو ما يجعل من عملية الPlatforming (التنقل من مكان لمكان) شيء ممتع إلي حد كبير.
أما الألغاز فقد تم تصميمها بشكل لا يشكل أي تحدي علي عقول اللاعبين -للأسف- فبعضها سيكون من الممكن اجتيازه دون معرفة ما إذا كنت قد قمت بحله بالفعل أم لا. ما أعنيه هنا أن بعض الألغاز ليست الطريق الوحيد للعبور، وهو ما يجعل تجنبها الخيار الأرجح!
القصور الذي يواجه أسلوب اللعب هو التكرار الذي ستشعر بظلاله تخيم علي التجربة ككل بعد فترة من اللعب.
واجهت المشكلة ذاتها في الجزء الأول من أنشارتد -الذي صدر في 2007- وقد كان دافعي الوحيد للاستكمال هي القصة الرائعة، والتي تكشف عن نفسها بشكل تدريجي يجعلني أريد اجتياو المراحل المُكررة فقط لرؤية ما سيحدث بعد ذلك، ولكن في 2016 وجدت أنه من المُضجر أن ألعب لعبة بها عيب مثل هذا، وهو شيء لا تستطيع لوم المطور عليه بحكم أن اللعبة في التطوير منذ فترة، ولكنه سبب وجيه سيقف عقبه أمام كون اللعبة تجربة ممتعة من البداية للنهاية، فهي ليست كذلك.
القصور الذي يواجه أسلوب اللعب هو التكرار الذي ستشعر بظلاله تخيم علي التجربة ككل بعد فترة من اللعب.
أسلوب اللعب يوفر إمكانية الاعتماد علي تريكو في القيام ببعض الأشياء مثل الوقوف في بقعة معينة من الأرض لحل لغز ما، أو محاربة الأعداء أو مساعدتك للقفز لمسافات بعيدة، وهو شيء رائع، فاللعبة تختبر مدي تفكيرك بنجاح في التنسيق بين الحركات التي يمكن للبطل القيام بها، وتلك التي يستطيع تريكو مساعدتك للقيام بها.
أفضل ما في ذلك هو أن اللعبة لا توفر كل المساعدات التي يقوم بها تريكو منذ البداية، بل أنها تلزمك بالتقرب إليه للتمتع بالمزيد من الخيارات، دون عناء الSkill tree والترقيات المُعقدة! تلك المساعدات تتمثل في إمكانية استخدام الدرع في توجيه تريكو لكسر الجدران أو الأبواب، أو مهاجمة الأعداء باستخدام قدرته الخاصة.

الموسيقي في اللعبة من تلحين Takeshi Furukawa وهو الذي قام بتلحين موسيقي لعبة GoldenEye 007، ولكنه هذه المرة تفوق علي نفسه بموسيقي تناسب تمامًا أجواء الغموض والغرابة التي تسود كل شيء في اللعبة، بل وأنها تسهم في زيادة حس الفضول لدي اللاعبين، وتنوعها يساعد علي الإنسجام مع ما يحدث امامك علي الشاشة!

الرسوم في اللعبة تعاني مما كنا نخشاه، وهو الضعف العام مقارنةً بما قدمته ألعاب هذا الجيل، فلعبة The Last Guardian تكاد تكون لعبة من أوائل عمر الجيل السابق لم يتغير بها شيء، تشبه ألعاب أنشارتد الأولي علي البلايستيشن 4، وهو ليس الشيء الأسوأ في التجربة، ولكن بالطبع إذا حالفنا الحظ لتجربة تلك اللعبة في وقت تصميمها، كانت لتكون لها تاثير مختلف في نفسونا جميعًأ.
اللعبة تعتمد علي الإضاءة المرتفعة للتغظية علي قصور الtextures (التفاصيل) الخاصة بالمجسمات في البيئة، والDraw Distance الضئيلة، والتي لا توفر إحساس بمدي جمال العالم، أو لا تعطيه صفة جمالية كان من الممكن أن يحظي بها خصوصة وأن أشكال البنايات والتصاميم المعمارية رائعة ومثير للإهتمام.

تصميم تريكو هو أحد أفضل ما قدمته اللعبة علي الصعيدين الشكلي والحركي، فتصميمه العام، ذلك الخليط بين شكل القطة و الطائر يجعله جذابًا جدًا للاعبين، وردور أفعاله الغريبة، والغير متوقعة تكون دائمًا محط للاعب، إذ يبرز تريكو إنفعالات شديدة الواقعية، مخيفة إلي أبعد الحدود، فهذا الكائن الغريب الذي سيكون هادئًا في الكثير من الأحيان خلال القصة، يستطيع التحول إلي وحش كاسر، وسحق الأعداء تحت أقدامه، وإصدار الأصوات المخيفة!وما زاد روعة هذه اللحظات، هو إمكانية التفاعل معه لتهدئته، أو أن تحنو عليه وتدليله حتي تتقرب إليه ،وفي كل الأحوال لن تستطيع تحريك عينك من علي ذلك المخلوق البديع!
أما علي الصعيد الحركي، فحركات تريكون بدت لي واقعية تمامًا، وكأن قطة تقوم بالتحرك أمامك، وتمديد قدميها، والقفز، وكل شيء، وستشعر بذلك إذا كنت ممن حظي بالفرصة لتربية قطة أو كلبًا في منزله.
حركة الريش الذي يُغطي جسد تريكو أيضًا كانت رائعة، وواقعية إلي أبعد الحدود، وتختلف عند اختلاف تجاه حركته، واتجاه الرياح.

أداء اللعبة يعاني من تساقط الإطارات المزعج في لحظات مثل لحظات القتال، ولحظات الدخول إلي مكان ضيق باسخدام شخصية البطل وعلي الرغم من التحديث الأول، لم تُحل مُعظم المشاكل التي واجهتها خلال لعبي.
الكاميرا هي أحد أكبر عيوب اللعبة، إذا تحاول محاكاة سرعة تحريكك لها، فمثًلا إذا كنت ممن لا يحركون الكاميرا بشكل يدوي باستخدام العصي اليمني، ستتحرك الكاميرا لتبلور لك ما تري اللعبة أنه الأهم، والأكثر جمالًا حتي ولو جاء هذا علي حساب الأحداث التي أمامك، وفي بعض الأحيان تكون الظروف غير متحملة لتلك الفعلة، وعلي العكس إذا كنت ممن يحركون الكاميرا كثيراً، ستحاول هي محاكاة تلك الحركة و ستقوم بإشعارك بالضجر من كثرة دورانها! بالإضافة إلي تعطلها في الأماكن الضيقة وعدم إمكانية تحريكها بشكل يلائم رؤيتك.

كلمة أخيرة

إذا حاولنا وصف The Last Guardian في كلمة واحدة، بالتأكيد لن تكون "عظيمة" أو"اللعبة التي انتظرناها" لأن لعبة مرت بكل هذه العرقلات في طريق تطويرها، لا يُمكنها تقديم تجربة ممتازة منذ بدايتها إلي نهايتها، فاللعبة يمكن وصفها بالمتذبذبة، لم تنجح بشكل كلي في محاكاة عناصر الجيل الحالي للإمتاع، وبذلك فقد قدمت تجربة فريدة من نوعها، ولكنها ستعطيك شعور بكونها قديمة في الكثير من لحظاتها.


The last guardian قدمت تجربة ممتعة، بها بعض الإطالة والعيوب التي قد تكون عائقاً أمام الاستمتاع الكامل بمحتوي اللعبة ولكن في مجملها لن تخيب آمال من أعجبوا بلعبة Shadow of clossus، فقد قدمت واحدة من أفضل العلاقات بين شخصيات الألعاب علي الإطلاق في سياق قصة أقل ما يُقال عنها أنها جيدة جًدا،وأسلوب لعب يعود بالأذهان إلي أبسط مفهوم لألعاب الفيديو!
[full_width]
مراجعة The Last Guardian Reviewed by غير معرف on ديسمبر 17, 2016 Rating: 5
Gamers Field جميع الحقوق محفوظة ©2011-2021
DMCA.com Protection Status

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.