asus

Home PageNav

آخر الأخبار

أخبار

مراجعة Watch Dogs Legion


أذكي عالم مفتوح طورته يوبي سوفت
يذكرني وضع ألعاب يوبي سوفت منذ نهاية الجزء الثالث من سلسلة أساسينز كريد بمشروع التخرج الذي يعمل عليه مجموعة من الطلاب، يهمل أحدهم دوره حتي اليوم الذي يسبق التسليم، والآخرين يعملون بكد واجتهاد، ويسهرون الليالي في تعلم مهارات جديدة، وتوسيع أفقهم رغبةً في تقيم أفضل مشروع في صفهم بالكامل، وفي يوم التسليم يقدم كل منهم ما قام به، ويتم تسليم المشروع ولكن بالطبع مع تباين كبير، بل وكارثي بين عمل أؤلائك الذين سهروا لأيام وليالٍ ليقدموا عملًا جماعيًا يُشهد له بالجودة، والشخص الذي لم يستثمر أي من وقته في تقديم شيء تتوقف عنده لجنه الحُكام لتميزه.
في ذلك المثال بالأعلي، فريق كتابة القصة هو الطالب الذي أهمل عمله وقدم شيء بمستوي أقل بكثير مقارنة بفريق تصميم البيئات، وتصميم أسلوب اللعب، وهذا هو حال ألعاب يوبي سوفت منذ فترة، وفي watch dogs legion يبقي الحال علي ما هو في قصة بعناصر وأحداث واعدة وممتازة، لكنها توضع مع بعضها بشكل فوضوي ينتج عنه قصة متوسطة المستوي.
  

قصة اللعبة تدور حول منظمة أمنية تسيطر علي لندن عقب حادث تفجير إرهابي تم تلفيقه لمنظمة Dedsec لتصبح مطاردة ، ومصنفة كمنظمة إرهابية، وهنا يأتي دور ما تبقي منها من أفراد، لتجنيد المزيد من سكان لندن بمختلف طبقاتهم لإنقاذ ما يمكن انقاذه من المنظمة، وكذلك لأخذ رحلة في عالم لندون الإجرامي الفريد من نوعه- والذي ذكرني بما رأيناه في دعايا لعبة سايبربانك- أملًا في كشف المؤامرة وأسبابها، والأفراد الذين خططوا ونفذوا. هذه العناصر كان من الممكن أن تصمع قصة رائعة، لكن قصة watch dogs legion علي الرغم من احتواءها علي لحظات رائعة، لكنها افتقدت لفكرة الشخصية الرئيسية التي نلاحظ تطورها علي مدار رحلتنا، أو التفاعلات بين الشخصيات الجانبية التي ميزت بشكل كبير الجزءين السابقين.هناك أيضًا استمرارية لفكرة الحوارات الهزلية، والأداءات التمثيلية الضعيفة بلا سبب واضح. لعبة مثل واتش دوجز كانت لتستفيد بشكل عظيم من طاقم تمثيل وتقنيات التقاط حركات وجه شبيهة بلعبة Mafia Definitive edition مثلًا! هناك بعض شخصيات الأعداء المثيرة للاهتمام لكن بلا عمق فعلي لدوافعهم، أو أفعالهم، شعرت في معظم الأحيان أن جميع الشخصيات هنا أحادية الجانب.
 
في الجزء الثاني لم تعجبني الشخصية الرئيسية (ماركوس) علي الإطلاق، وإذا خيرتني بين أسلوب الجزء الثاني او الثالث في تناول فكرة الشخصية الرئيسية سأختار هذا الجزء، بسبب التغييرات التي أحدثها قرار عدم وجود شخصية واحدة قابلة للعب علي أسلوب اللعب.

أسلوب اللعب

علي عكس القصة، التأثير الذي تتركه فكرة اللعب بأي شخصية في عالم اللعبة يعتبر تأثير إيجابي بشكل كبير، إذ أن كل شخصية لديها مجموعة من القدرات التي تفرقها عن الشخصيات الأخري، فمثلًا في ساعاتي الأولي قمت بتجنيد محرر في جريدة يملك قدرات تجسس واختراق معززين، وبعده قمت بتجنيد جاسوس يمتلك أسلحة صامتة، وقنابل كهربائية، كما أنني لاحقًا قمت بتجنيد بعض الأفراد الذين احتجت إلي أزياءهم، كطبيب، ومهندس في موقع بناء محدد، وأحد حراس قصر ما، وأفراد من أمن شركة ألبيون، وهو ما ذكرني بفكرة استخدام الأزياء في لعبة Hitman كنوع من أنواع الأفضلية. كل شخصية تشعرك بأهميتها، والاختلاف لا يقتصر فقط علي توفر هذه الشخصيات باختلافهم بل أن اللعبة تعطيك بعض الأسباب لتغير الشخصية التي تستخدمها، والمهمات مصممة لاستعياب أي حل مُبتكر يأتي به اللاعب لاتمام المهمة مهما كان.
 

لكن علي الجانب الآخر، قلب المهمات لم يتغير، والأشياء التي يتم طلبها منك هي نفسها من الجزء السابق، بعض الألغاز الخاصة بالاختراق، بعض المراحل التي تتحكم فيها بالكاميرات، والبعض الأخر التي تقوم فيه بسرقة معلومات باستخدام شخصيتك بالتسلل بنفسك، أو عن طريق استخدام العنكبوت الآلي، أو الطائرة الآلية.
تستمر اللعبة في تقليل مستوي الأكشن، فالتصويب والرماية متواجدين لكن اللعبة لن تجبرك أبدًا علي استخدام سلاح ناري، أو افتعال الانفجارات، أو الدخول في مواجهة عنيفة مع عصابة ما أو الشرطة، وهو ما كان ينقص اللعبة، وهو التنويع في طبيعة المخاطر التي تصادفها في يومك في اللعبة. هناك مطاردتان فقط في اللعبة بأكملها والتي امتدت إلي 25 ساعة لعب، وأظن أن اللعبة احتاجت إلي المزيد من اللحظات الحماسية أمثال ما نراه في Mafia و Uncharted و Tomb Raider.
 


لحسن الحظ، يمكنك لعب القصة بشكل خطي، دون أي نظام RPG يحول بينك وبين ذلك، والمحتوي الجانبي في الأساس ليس وفيرًا مثل الجزء السابق، ومهمات Operations التي كانت تمتلك قصصها الخاصة تم استبدالها بمهمات تقوم بإتمامها لإقناع الشخصيات التي تريد تجنيدها بالإنضمام لقضيتك.
هذه المهمات متشابهة في طبيعتها مع كل مهمات القصة، لكنها تحمل سياقًا يجعلك تشعر وأنك لا تفعل هذه الأمور هباءًا. كما أن تجنيد بعض الشخصيات يعتبر إنجاز لصعوبتها، فهناك نظام إعجاب خاص بالشخصيات المحيطة بك. عند تصويب هاتفك نحوهم تستطيع كشف حالتهم الاحتماعية ووظيفتهم ومدي إعجابهم أو تايدهم لمنظمة Dedsec، إذا وجدت أنهم لا يكرهون ديدسيك فيمكنك تجنيدهم في الحال، أما إذا كان هناك علامة عدم إعجاب (Thumbs down) بجانب أسمهم بهذا معناه أن عليك الغوص أكثر في تفاصيل حياتهم واستخدام المزيد من أدواتك لإقناعهم، تحديدًا أداة تكتسبها في القصة، يمكنها كشف روتين هذه الشخصية اليومي، وشبكة علاقتها، يمكنك لاحقًا أن تجند أحد أقرباءها، أو مراقبة الشخصيات حتي تسنح لك فرصة بالحديث ومعرفة مشاكلهم، وربما حلها وبالتالي إقناعهم بفاعلية ديد سيك في حل مشاكل المواطنين، وبالتالي الإنضمام إليك. هذه الدائرة كانت مليئة بالتحديات التي أحببتها لأنها شبيهى قليلًا بنظام الNemisis من لعبة Shadow of mordor ولكن في لعبة Mordor كانت التغييرات تحدث خلف الستار لشخصيات الorcs ليعودوا متذكرين ما فعلته بهم، مع ثبات شخصية البطل كشخصية واحدة فقط ، لكن هنا في واتش دوجز فالتغييرات والتكييفات التي يقوم بها العالم تحدث علي الشاشة مباشرة، نتيجة لأفعالك، وهو ما يجعلك نظام اللعب أكثر تعقيدًا، ويجب الإشادة بمثل هذه الميكانيكية وأسلوب تنفيذها الرائع، والذي أضفي المزيد من التحدي. علي أن أحذرك، أن التسرع والقيام بالأخطاء فيما يتعلق بالشخصيات التي لا ترحب بالإنصمام لديد سيك سيجعلهم يرفضون تمامًا هذا الشيء، ويصبحون غير قابلين للتجنيد!
  


هناك نظام Permadeath الذي يجعل من أي شخصية تموت في اللعبة غير قابلة للعودة، وهو نظام في اعتقادي يرفع من مستوي الصعوبة بشكل رهيب، ولكنه في الوقت نفسه يتماشي مع الفكرة العامة الشبيهة بنظام Nemesis لأن خسارة شخصية محددة يجعلك تخسر جميع أقرباءها، وشبكة علاقاتها وكل الامتيازات التي كانت لتقدمها لك ولمنظمتك. وهو نظام مكافأة وعقاب مناسب جدًا في لعبة لا ترفع مستوي التحدي بشكل كافي في مراحل قصتها. للأسف إذا بدأت اللعبة بهذا النظام مقفل، فلن تستطيع فتحه، أما العكس ممكن (البدأ به مفتوح وغلقه في منتصف اللعبة)

هناك إمكانية لتخصيص بعض الشخصيات عن طريق شراء المزيد من المهارات والأدوات من متجر اللعبة بعملة داخلية، وهو ما يجعل من لعبك بشخصية واحدة أقل تكرارًا، ولكن هذه الأشياء بقدر كونها تضيف لأسلوب اللعب، لكنها لا تحدث التغيير الذي ننتظره والذي كان من المفترض أن يكون في تصميم المهمات.
هناك أيضًا متجر لشراء الشخصيات والملابس بأموال حقيقية تم الإعلان عنه قبل الإصدار، ولكنه لا يضيف أفضلية لمنفقي الأموال علي اللاعبين العادين، ولكن نتوقع ذلك مع بداية اللعب التعاوني.
شعرت أن نظام القيادة سي وبطيء الاستجابه في الكثير من الأحيان، حتي أسوأ من الجزء السابق، فكل سيارة لا تمتلك وزنًا أو فيزيائية واقعية، كل السياراة قابلة للتحريك بسرعة شديدة، وهو ما يجعلك تقود سيارات السباقات مثلًا، تمامًا مثل سيارات النقل الضخمة أو حافلات النقل العام.
  
المحتوي الجانبي يتمثل في بعض الMini games مثل تصويب السهام (darts) ولعب كرة القدم في الحدائق والساحات، وتوصيل الطلبيات مقابل الأموال، ومهمات الجنيد، وهنا تظهر لنا أحد أكبر مشاكل اللعبة وهو عالمها.


عالم اللعبة (مدينة لندن) جميل علي الصعيد البصري، وتظهر فيه بعض مظاهر سيطرة الشركة الأمنية ألبيون بشكل رائع، كالسيارات العسكرية، والطائرات الآلية التي تراقب الأجواء دائمًا، وإشارات المرور التي تسجل عبورك منها إذا كنت مطلوبًا وتبلغ الشرطة بمكانك. كما أن تصميم بعض الأحياء يأخذ طابع مستقبلي ديستوبي ذكرني لعبة سايبربانك كثيرًا، وهو ما يجعل من عالم اللعبة في مجمله جميل بصريًا، ولكن بلا أي نوع من أنواع العمق. شئنا أم أبينا، فإن فكرة المهمات الجانبية التي تحتوي علي قصص فرعية (رأيناها في واتش دوجز 2، أساسينز كريد أوديسي، وأوريجنز) كانت تضيف للعالم الكثير من الحيوية، وكمحاولة لتجنب زيادة ملل اللاعبين من هذا النظام، تم تجريد عالم واتش دوجز ليجن من أي مهمات تفاعلية مع العالم، وهو ما يجعله يبدو كمتحف يمنع فيه اللمس تمامًا، كما أن وعود تقديم الكثير من التصميمات الداخلية للكثر من المباني والأماكن تم الإيفاء بها، ولكن في مراحل القصة فقط، أما في أوقات التجول العفوي، فلا يوجدأي روابط بينك وبين عالمها، ضف إلي ذلك فكرة عدم نضج أو إمكانية التعلق بالشخصيات، يصبح لديك مشكلة ليست صغيرة، وهي ما الذي يجبر اللاعبين الذين يحبون التعلق بالعوالم أو الشخصيات(هناك من أنهي لعبة death stranding فقط لشخصياتها وعالمها) علي لعب هذه اللعبة؟

هناك بعض العمق الذي يمنحه عالم اللعبة الافتراضي عن طريق برامج الإذاعة العامة، وبرامج الإذاعة المشفرة التي تأتي علي هيئة شرائط صوتية قابلة للجمع، يقوم بها المواطنون بمناقشة قضايا هامة تتعلق بنقطة التحول التي جعلت شركات الأمن تسيطر، ومدي تعاون كبري الشركات واستفاداتها من إحكام الحكومة قبضتها علي المدينة، وبعض الأفكار الفلسفية الديستوبية الرائعة، والتي أثارت اهتمامي، فمنذ فترة طويلة لم أجد لعبة تجعلني مهتمًا بسماع جميع الشرائط المسجة بها، كما أن الأداء الصوتي فيها كان عظيمًا وتعتبر هي العنصر الوحيد في اللعبة الذي جعلني أشعر بأنني في عالم واقعي وليس افتراضي، وحاول ربط أجزاء اللعبة ببعضها بشكل ذكي، لكن الأسف فيما عدي هذه المظاهر المسموعة، لا يوجد  مظاهر مرئية لإعطاء العالم هوية واقعية، أو تفاعلية بالشكل الكافي.
  


الرسوم والصوتيات

 

الرسوم لم تختلف كثيرًا عن الجزء السابق علي منصات الجيل الحالي (تم التجربة علي ps4) في فترات الصباح، ولكن أجمل فترات اللعبة تكون في المساء، أو أوقات المطر، وأعتقد مع تفعيل الray tracing علي الجيل القادم قد نكون بصددر لعبة جميلة إلي حد بعيد، ولكن بقدر جمال العالم يأتي سوء تصميم الشخصيات، بملابسهم وأصواتهم. من الجلي، أنه تم تصميم الشخصيات هنا بشكل عشوائي، وبنظام ذكاء اصتناعي يقوم باختيار لون البشرة، مع الملابس، ولون الشعر، لأن بعض تصاميم الشخصيات سيئة إلي حد بعيد، ولا تتماشي مع بعضها، كما أن ملامح الوجوه كانت باردة، وحركات الشفاه سيئة مما يجعل معظم حوارات اللعبة غير استثنائية سوي بعض اللحظات القليلة، وبالطبع مقدمة القصة التي كانت أفضل مقدمة قصة للعبة من يوبي سوفت منذ أساسينز كريد يونيتي.  
لاستقبال عدد مهول من الشخصيات وتخصيص أصوات خاصة بهم، استخدم المطور برامج تغيير الأصوات، وهو ما لم يجدي مع شريحة عريضة من شخصيات العالم، وظهر لنا بشكل غير مقنع، وسيء، جعلني أتجنب تجنيد بعض الشخصيات فقط بسبب أصواتهم علي الرغم من حيازتهم علي مهارات رائعة.

في النهاية:

للأسف، يوبي سوفت لاتزال متخبطة بشكل مُحبط في إيجاد كُتاب قصص قوية، وتقديم ألعاب تحمل مستوي سينيمائي في السرد والتقديم اعتادت عليه الشركة قديمًا، والآن يبدو أنها فقدت الأشخاص الذين كانوا خلف هذه الجوانب في ألعابها، علي الجانب الآخر الابتكار والتجديد في أسلوب اللعب يجري بشكل رائع في ألعابهم، والفكرة الجديدة التي جاءت بها الإصدارة الجديدة من Watch Dogs Legion كان من الممكن أن تقلب موازين عالم الألعاب إلي الأبد، ولكن عوضًا عن ذلك قرر المطور الإكتفاء بتمهيد الطريق -ربما- لربما يأتي أحد المطورين ويدفع بحدودها بشكل أكثر عمقًا، لتصبح ما كنا نتمني ان نراه من واتش دوجز ليجن.
  

بقصة متوسطة، وأسلوب لعب ممتع إلي حد بعيد، وعالم افتراضي جميل لكن خالي، يصعب الحكم علي اللعبة بكلمات قليلة، ولكن دعني أخبرك أنها بالطبع تقدم تجربة أكثر تأثيرًا في اللاعبين عن الجزء السابق، وأكثر اكتمالًا نحو الرؤية التي حاول أن يخرج بها الجزء الثاني بالسلسلة من منافسة GTA، فالآن أصبحت واتش دوجز لعبة تدور أحداثها في المستقبل، وليس العصر الحالي، بقصص تميل للهزلية، وعالم -لسبب ما- أقل عنفًا ودموية من معظم ألعاب الجريمة مثال GTA , Mafia و sleeping dogs. لذلك فهي مختلفة عن معظم ألعاب العالم المفتوح، ولن أُبالغ إذا قلت أنها قدمت أكثر فكرة طموحة علي الجيل الحالي وهي اللعب بأي شخصية يمكنك رؤيتها، كما أنها قدمت أذكي عالم مفتوح طورته يوبي سوفت، لكنه أيضًا يفتقر للحيوية التي تجعلني أتذكره بعد انتهاء اللعبة.


[full_width]








مراجعة Watch Dogs Legion Reviewed by غير معرف on أكتوبر 29, 2020 Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

Gamers Field جميع الحقوق محفوظة ©2011-2021
DMCA.com Protection Status

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.